فاضطرب الكونت وقال: من هو هذا الذي أحبه؟ - أعيد عليك يا سيدي ما وعدتني به من إطلاق سراحي بعد الوقوف على أسراري، ثم أذكرك أني رضيت بعشرين ألف فرنك مقابل رجوعي عن قتلك، إلا أن السر الذي سأطلعك عليه يساوي أكثر من هذا الثمن، وسأذكر لك اسم الشخص كي تعلم خطورة هذا السر، إنه باكارا.
وانذعر الكونت وقال: باكارا ... ألعلها مهددة بخطر؟ - وبخطر عظيم. - وهل تستطيع الإباحة به؟ - دون شك. - إذن اذكر المبلغ الذي تريده وقل لي. - لا تظن يا سيدي إني أطمع بك، ولكن الخطر الذي يتهدد باكارا أشد من الموت، ومثل هذا السر لا يباح بأقل من مائة ألف فرنك، فهبني هذا المبلغ وأنا أعاهدك على أن أسلمك أيضا هذا الرجل الذي تطارده دون أن تتمكن من القبض عليه، والذي لم يكن روكامبول أو المركيز سوى آلة في يده. - ألعلك تعني السير فيليام؟ - نعم.
فأشار الكونت إلى منضدة وقال له: أدنها مني كي أكتب لك حوالة على بنك إذ ليس لدي شيء من المال.
فامتثل فانتير وبينما هو يدني من المنضدة، إذ فتح الباب بغتة ودخلت منه باكارا وهي منذعرة شاحبة اللون، فقالت قبل أن ترى فانتير: إنهم دخلوا إلى منزلي في الليل واختطفوا الفتاة.
ثم رأت فانتير فصاحت صيحة منكرة لأن الخادمة روت لها أن بين الذين اقتحموا المنزل كان يوجد رجل أسود.
أما الكونت فإنه وثب من سريره ولبس عباءة وأسرع إلى باكارا، ووضع يدها بين يديه وقال لها: لا تخافي إن هذا الرجل ...
وقاطعه فانتير قائلا: إن هذا الرجل هو أحد الذين اختطفوا الفتاة. ثم قال لباكارا: لا تخشي يا سيدتي، إن الفتاة ترد إليك سالمة في الغد.
وعند ذلك قدم المنضدة حتى وضعها قرب الكونت، فقال له: اعلم يا سيدي السفاك أنك لو عاهدت رجلا من عوام الناس لحنث بعهده معك، إن هذه السيدة الآن بقربي ولا خوف عليها، ولكني من النبلاء ولا يحنث النبيل بما يعد.
فابتسم فانتير وقال: إن وجود السيدة باكارا بقربك لا يبعد عنها الخطر الهائل الذي ينذرها، إذا لم أتكلم وأذكر اسم ذلك المنتقم.
فقالت باكارا: من هو هذا الرجل وما شأنه؟
Page inconnue