وهو حديث غريب بين خادم ومخدوم.
بل ذكرت أيضا أن بنيامين كان يعبدها عبادة في زمن حداثتها، ثم أخذت ظواهر حنوه تتناقص تدريجيا حتى بات كأنه لا يكترث بها، فكيف حدث هذا الانقلاب؟
عزمت أورور في هذه الليلة أن تعلم كل ما أشكل عليها من هذه الحوادث، فلم تعد تفتكر بلوسيان بل كانت أفكارها منصرفة إلى أمها.
وأقامت في غرفتها وصبرت إلى أن سمعت صوت إقفال حجرة والدها، فخرجت من غرفتها ولقيت بنيامين خارجا من عند والدها، ووضعت يدها على كتفه وقالت له: اتبعني.
وسارت به إلى حجرتها وأقفلت الباب.
وقد لبث بنيامين واقفا في حضرتها تأدبا فقالت له: اجلس يا بنيامين، فإني سأحدثك وإن حديثنا سيطول.
وامتثل الخادم وجلس قربها، فقالت له: إنك عرفت أمي يا بنيامين، أليس كذلك؟
فقال لها الخادم الشيخ: نعم يا سيدتي.
وقد اضطرب وسالت دمعة على خده.
وقالت له أورور: لماذا لم تحدثني عنها؟ ولماذا انقلبت هذا الانقلاب وبت تنهج معي مناهج الاحتراس والتحفظ بعدما عودتني الحب الأكيد في زمن الحداثة.
Page inconnue