الثانية : أجمع من يعتد به على تعديل (1) الصحابة في الظاهر ومن لابس الفتن 20 منهم فكذلك ، إحسانا للظن بهم ، ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر . قال ابن الصلاح : «وكأن الله أباح الإجماع على ذلك(4) » . قال الحاكم المعتزلي : كانت أحوال المسلمين يومئذ (0) مستقيمة مستغنية عن اعتبارها . وكأن العدالة كانت في الصحابي منوطة بالإسلام لا غير ، ويدل عليه قوله ، «أوصيكم بأصحابي ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يفشو الكذب حى يحلف الرجل ولا يستحلف ، ويشهد الشاهد ولا يستشهد ) . رواه جماعة من المحدثين بسند جيد .
قلت(5) : ويخرج من هذا العموم من شذ منهم وتغير حاله وتفاحش أمره ولابس الفتن بغير تأويل ، كالوليد بن عقبة ، وبشر بن أرطاة .
ثم إنه لم يذهب أحد إلى أن الصحابة معصومون في الباطن
Page 12