Les jardins de l'érudit
رياض الأديب لبشير الفزاري تحقيق يوسف أمبوعلي - ب تخرج
Genres
وشاعرنا كغيره من شعراء عصره غلب عليه ما يسمى بالبديعيات المتكلفة من جناس وتورية واستعارات تصل إلى حد التكلف أحيانا وإن كانت في كثير منها نجد لغة سهلة جميلة مترابطة في تركيبها.
الجناس:
يقول الفزاري:
ألا إنما الدنيا قليل متاعها * وهيهات ما باقي المتاع كفاني (¬1)
سأرضى بقوت من زماني فإنني * إذا ما به يوما رضيت كفاني (¬2)
وانظر على هذه القصيدة الوعظية الجميلة:
لقد أزف الرحيل وأنت لاه وما أعددت راحلة وزادا (¬3)
فطوبى لامرئ ترك الخطايا وأدى فرضه طوعا وزادا (¬4)
فلا تزرع لنفسك غير خير فإن لكل مزروع حصادا (¬5)
ولا تنصب سوى التقوى شباكا فكم عبد بها الإفلاح صادا (¬6)
لقد عاطا الروى طمسا كؤوسا وعاطا جرهما وسقى مرادا
فما وجدوا على الدنيا قرارا ولا بلغوا من الدن يا مرادا
كم من ظالم في الأرض باغ تملك أهلها قهرا فسادا
فعاجله الردى في جوف أمن فمات ولم يدع إلا فسادا
كان شاعرنا كغيره من شعراء عصره يبدأ شعره بمقدمة طليلة أو غزلية يتخلص منها @@@@@@ الغرض الأساس الذي نسج من أجله القصيدة وهذا ما يعيدنا إلى القضية القديمة التي ناقشها النقاد وهي قضية الوحدة الموضوعية في القصيدة العربية بل إننا في كثير من قصائد الأدب العربي وخصوصا في عصر الانحطاط ما يشير إلى تفكك القصيدة وعدم وحدة الوحدة العضوية أو حتى أحيانا ما يسمى بالوحدة الفنية في القصيدة العربية.
¬__________
(¬1) - أي ما باقيه كفانيه.
(¬2) - كفاني هنا من كفى يكفي وبينها والأولى جناس تام.
(¬3) - الزاد: الطعام والمقود به هنا الأعمال الصالحة.
(¬4) - زاد يزيد الفعل.
(¬5) - حصادا إسم إن متأخر والحصاد جز الثمار.
Page 5