تلفه العتمة وهو يدخل إلى غرفة النوم، كل شيء كما كان، حتى كارمن راقدة في السرير تنتظره، تفسح له مكانا بجوارها، تحوطه بذراعيها وتقول: أقسم أنك حبي الوحيد. - من يقول الحق لا يحتاج إلى القسم. - أجمل الحب أكذبه كما تقول مريم الشاعرة.
يبدو أنها تتلاعب بالكلمات المراوغة، وفي هذه اللحظة تختفي كارمن، كما كانت تختفي لتكتب الرواية، لم تكن تستطيع الكتابة في وجوده، جسده يبدو كأنما لم يعد موجودا، مثل شبح أو روح تفكر من دون أن يكون لها جسد، وعين تراقب من دون أن ترى ... ومن بعيد، من بعيد جدا ينبعث ضوء من وراء النافذة يضيء وينطفئ ويضيء وينطفئ ... ثم ينطفئ دفعة واحدة ... دفعة واحدة ينطفئ ولا يعود يضيء.
Page inconnue