Virginia Woolf: Un roman pas encore écrit
فرجينيا وولف … رواية لم تكتب بعد
Genres
Bloomsbury group .
في 10 أغسطس عام 1912م تزوجت فرجينيا من المنظر السياسي والناقد «ليونارد وولف»
8
الذي كان عائدا من الخدمة كمدير إدارة في «سيلان» (سريلانكا الآن). وكان لزوجها دور إيجابي مهم في تشجيع فرجينيا على الكتابة والنشر. وكانا قررا أن يتعيشا من الكتابة والصحافة. وفي عام 1917م اشتريا آلة طباعة صغيرة جدا (قالت إن بوسعها وضعها على طاولة مطبخ) على سبيل الهواية، غير أن تلك المطبعة كانت نواة لدار نشر «هوجارث»
9
التي تحولت إلى مشروع مهم عام 1922م. وقد نشرت فرجينيا كل أعمالها تقريبا عن تلك الدار. كما نشرت تلك الدار أعمالا مهمة لأدباء آخرين مثل «ت. إس. إليوت» في قصيدة «الأرض الخراب»، وأيضا بعض أعمال كل من «ماكسيم جوركي»، «إي إم فورستر»، «كاترين مانسفيلد» وغيرهم.
10
كما أصدرت ترجمة للأعمال الكاملة لسيجموند فرويد في 24 مجلدا. وبالرغم من أن وولف لم تتوقف عن الكتابة والنشر خلال الثلاثينيات من القرن الماضي، إلا أن الحزن بسبب موت الكثير من أصدقائها في الحرب، وأيضا التوتر من حال الحرب ذاتها والترويع الدائم الذي عايشوه بسبب التهديد النازي، كل تلك الأمور قد أثرت بالسلب عليها وعلى كتابتها كما يقول الخبراء.
بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918م) ظن الناس استحالة نشوب حرب بهذا الحجم مجددا بعد كل الهول الذي رأوه وعظم حجم الخسائر التي تكبدها العالم بأسره من جراء الحرب الأولى؛ لهذا سببت الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) صدمة مروعة وانهيارا للكثيرين. شهدت وولف انفجار بيتها بقنبلة عام 1840م. وكانت مرتعبة من فكرة فقد أصدقاء جدد في الحرب بعدما فقدت الكثير منهم في الحرب الأولى، هذا إضافة إلى خوفها من غزو النازيين لإنجلترا، فعقدت العزم وزوجها على الانتحار سويا بالغاز حال حدوث ذلك.
واستكمالا للتأثير السلبي للحروب على نفسية فرجينيا وولف وجهازها العصبي، يلزم أن نشير أيضا إلى الحرب الأهلية الإسبانية التي وقعت بين عامي 1936م و1939م. تلك الحرب التي اشتعلت إثر صراع نشب بين حزب المحافظين الفاشستي وبين الحكومة الديمقراطية الإسبانية. كانت إيطاليا وألمانيا تنظران إلى إسبانيا باعتبارها أرض اختبار خصبة للأسلحة والتكتيكات القتالية؛ ولذا تحالفتا مع حزب المحافظين الإسباني ضد الحكومة. وعبثا حاولت عصبة الأمم تفعيل سياسة عدم الانحياز؛ أقامت حاجزا بشريا من خفر الحدود في محاولة منها لمنع وصول المؤن إلى كلا الجانبين المتصارعين؛ لكن في الأخير هزم المحافظون الحكومة الشرعية للبلاد وفرضوا على إسبانيا النظام الفاشستي الديكتاتوري.
Page inconnue