Rites of Hajj and Umrah in Islam in Light of the Quran and Sunnah
مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة
Maison d'édition
مركز الدعوة والإرشاد
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
Lieu d'édition
القصب
Genres
مناسك الحج والعمرة
في الإسلام
في ضوء الكتاب والسنة
مفهوم، وفضائل، ومنافع، وفوائد، وشروط، وأركان، وواجبات، وآداب، ومسائل، وحِكَمٌ، وأحكامٌ
تأليف الفقير إلى اللَّه تعالى
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
Page inconnue
٥ - مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة
مركز الدعوة والإرشاد بالقصب، ١٤٣١هـ
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر.
القحطاني، سعيد بن علي بن وهف
أركان الإسلام./ سعيد بن علي بن وهف القحطاني - القصب، ١٤٣١هـ
٥ مج.
ردمك: ٥ - ٠ - ٩٠١٧٩ - ٦٠٣ - ٩٧٨ (مجموعة)
٠ - ٥ - ٩٠١٧٩ - ٦٠٣ - ٩٧٨ (ج٥)
(خمسة أجزاء في صندوق واحد)
١ - الإسلام ٢ - العبادات (فقه إسلامي) ٣ - التربية الإسلامية.
أ. العنوان
ديوي ٢٥٢ ... ٤٣٩٦/ ١٤٣١
رقم الإيداع: ٤٣٩٦/ ١٤٣١
ردمك: ٥ - ٠ - ٩٠١٧٩ - ٦٠٣ - ٩٧٨ (مجموعة)
٠ - ٥ - ٩٠١٧٩ - ٦٠٣ - ٩٧٨ (ج٥)
الطبعة الأولى: ذو القعدة ١٤٣٠هـ-٢٠٠٩م
الطبعة الثانية: شوال ١٤٣١هـ-٢٠١٠م
1 / 2
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللَّه فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلّى اللَّه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد:
فهذه رسالة في «مناسك الحج والعمرة في الإسلام» بيَّنت فيها كل ما يحتاجه الحاج والمعتمر، والزائر لمسجد رسول اللَّه ﷺ، من حين خروجه من بيته إلى أن يرجع إلى أهله، سالمًا غانمًا إن شاء اللَّه تعالى، وقرنت كل مسألة بدليلها من الكتاب والسنة، أو الإجماع على حسب القدرة التي يسّرها اللَّه تعالى لي.
وقد ذكرت في متن هذه الرسالة القول الصحيح الراجح بدليله، وذكرت في الحواشي المسائل الخلافية، وبيّنت الراجح منها؛ ليستفيد من ذلك طالب العلم وغيره.
وقد استفدت كثيرًا من تقريرات وترجيحات سماحة شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد اللَّه ابن باز رحمه اللَّه تعالى.
وقد قسمت البحث إلى اثنين وأربعين مبحثًا على النحو الآتي:
المبحث الأول: مفهوم المناسك، والحج، والعمرة.
المبحث الثاني: فضائل الحج والعمرة.
المبحث الثالث: منافع الحج، وفوائده، ومقاصده.
المبحث الرابع: حكم الحج، ومنزلته في الإسلام.
المبحث الخامس: حكم العمرة.
المبحث السادس: شروط وجوب الحج والعمرة.
المبحث السابع: وجوب الحج على الفور.
1 / 3
المبحث الثامن: النيابة في الحج والعمرة.
المبحث التاسع: آداب الحج، والعمرة، والسفر.
المبحث العاشر: مواقيت الحج والعمرة،.
المبحث الحادي عشر: الإحرام.
المبحث الثاني عشر: صفة حج النبي ﷺ بإيجاز.
المبحث الثالث عشر: صفة الأنساك الثلاثة.
المبحث الرابع عشر: التلبية: مفهومها، وألفاظها، وحكمها، ووقتها، وفوائدها، وآدابها.
المبحث الخامس عشر: محظورات الإحرام.
المبحث السادس عشر: فدية المحظورات.
المبحث السابع عشر: محظورات الحرمين: مكة والمدينة.
المبحث الثامن عشر: الإحصار عن البيت الحرام.
المبحث التاسع عشر: ما يباح للمحرم.
المبحث العشرون: أركان الحج وواجباته.
المبحث الحادي والعشرون: أركان العمرة وواجباتها.
المبحث الثاني والعشرون: سنن الحج والعمرة.
المبحث الثالث والعشرون: فضائل مكة والمدينة.
المبحث الرابع والعشرون: صفة دخول مكة.
المبحث الخامس والعشرون: الطواف بالبيت العتيق.
المبحث السادس والعشرون: السعي بين الصفا والمروة.
المبحث السابع والعشرون: أعمال الحج يوم الثامن (يوم التروية).
المبحث الثامن والعشرون: الوقوف بعرفة.
1 / 4
المبحث التاسع والعشرون: الفوات.
المبحث الثلاثون: المبيت بمزدلفة.
المبحث الحادي والثلاثون: أعمال الحج يوم النحر.
المبحث الثاني والثلاثون: المبيت بمنى ليالي أيام التشريق.
المبحث الثالث والثلاثون: خطب النبي ﷺ في الحج.
المبحث الرابع والثلاثون: رمي الجمار أيام التشريق.
المبحث الخامس والثلاثون: طواف الوداع.
المبحث السادس والثلاثون: الخلاصة الجامعة في صفة الحج.
المبحث السابع والثلاثون: الخلاصة الجامعة في صفة العمرة.
المبحث الثامن والثلاثون: الهدايا.
المبحث التاسع والثلاثون: الأضاحي.
المبحث الأربعون: العقيقة.
المبحث الحادي والأربعون: زيارة مسجد رسول اللَّه ﷺ.
المبحث الثاني والأربعون: آداب العودة من الحج، والعمرة، والسفر.
واللَّه أسأل أن يجعل هذا العمل القليل نافعًا، مباركًا، خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛ فإنه خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، والحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وصلى اللَّه على عبده، ورسوله، وخليله، وأمينه على وحيه، محمد بن عبد اللَّه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
حرر في ضحى يوم الإثنين ١٨/ ٧/١٤٢٩هـ
1 / 5
المبحث الأول: مفهوم المناسك، والحج، والعمرة
أولًا: مفهوم المناسك: لغة، واصطلاحًا:
المناسك لغة: جمع مَنْسَِك - بفتح السين وكسرها - من نَسَكَ يَنْسُكُ منسكًا: تعبَّد، قال ابن الأثير ﵀: «... ٍ فالمناسك جمع مَنْسَِك - بفتح السين وكسرها -، وهو المتعبَّد، ويقع على المصدر، والزمان، والمكان، ثم سُمِّيَتْ أمور الحجِ كلّها مناسك.
والمَنْسَِك: المذبَحُ، وقد نَسَكَ ينْسُكُ نَسْكًا، إذا ذبح، والنسيكة: الذبيحة، وجمعها: نُسُكٌ.
والنُّسُكُ أيضًا: الطاعة والعبادة، وكل ما تُقُرِّبَ به إلى اللَّه تعالى، والنُّسك: ما أمرت به الشريعة، والورع: ما نهت عنه.
والناسك: العابد، وسُئل ثَعْلَبٌ عن الناسِك ما هو؟ فقال: هو مأخوذٌ من النسيكة، وهي سبيكة الفضة المصفّاة، كأنه صفَّى نفسه لله تعالى» (١).
قال اللَّه تعالى: ﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا﴾ (٢) أي: متعبّداتنا (٣).
ومنا سك الحج: عباداته، وقيل: مواضع العبادات، ومن فعل كذا فعيله نسك: أي دم يريقه (٤).
وقال الراغب الأصفهاني ﵀: «النُّسُكُ: العبادةُ، والناسك:
العابد، واختصَّ بأعمال الحجِّ، والمناسك: مواقف النُّسُك، وأعمالها،
_________
(١) النهاية في غريب الحديث والأثر، ٥/ ٤٨.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٢٨.
(٣) لسان العرب، لابن منظور، ١٠/ ٤٩٩، والقاموس المحيط، للفيروزآبادي، ص ١٢٣٣.
(٤) المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، للفيومي، ٢/ ٦٠٤.
1 / 6
والنسيكة مختصة بالذبيحة، قال [اللَّه تعالى]: ﴿فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾ (١)، [وقال تعالى]: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ﴾ (٢)، وقال تعالى:
﴿لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ﴾ (٣») (٤)، وقال اللَّه تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ﴾ (٥).
وأكثر إطلاق المنسك أو النسك على الذبيحة (٦)، قال اللَّه تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (٧).
والمناسك اصطلاحًا: العبادات التي تُفعل في الحج أو العمرة عادة (٨).
وقيل: المناسك: الأماكن التي تُفعل فيها عبادات الحج عادة (٩).
وقيل: المناسك: مواقف النسك وأعمالُها (١٠).
وقيل: المناسك: مواضع متعبدات الحج، وعلى هذا فالمناسك:
المتعبَّدات كلها، وقد غلب إطلاقها على أفعال الحج؛ لكثرة أنواعها (١١).
_________
(١) سورة البقرة، الآية: ١٩٦.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٠٠.
(٣) سورة الحج، الآية: ٦٧.
(٤) مفردات ألفاظ القرآن، ص ٨٠٢.
(٥) سورة الحج، الآية: ٣٤.
(٦) انظر: الشرح الممتع، لابن عثيمين، ٧/ ٧.
(٧) سورة الأنعام، الآية: ١٦٢.
(٨) معجم لغة الفقهاء، لمحمد فؤاد روَّاس، ص ٤٣٣، وانظر: القاموس الفقهي: لغة واصطلاحًا، لسعدي أبو جيب، ص ٣٥٢.
(٩) المرجع السابق، ص ٤٣٤.
(١٠) مفردات ألفاظ القرآن، للأصفهاني، ص ٨٠٢.
(١١) التعليقات على الروض المربع، لعبد اللَّه الطيار، وإبراهيم بن عبد العزيز الغصن، وخالد المشيقح، ٥/ ١٠.
1 / 7
ثانيًا: مفهوم الحج: لغة، واصطلاحًا:
الحج لغة: القصدُ إلى كلِّ شيء، فخصَّه الشرع بقصد معيّن ذي شروط معلومة (١).
وقيل: الحج لغة: القصد إلى الشيء المعظَّم (٢).
وقيل: الحج: القصد للزيارة، كما قال الشاعر:
يحجُّون بيت الزبرقان المعصفر (٣)
وقيل: الحَِجُّ - بفتح الحاء وكسرها -: القصد (٤).
وقيل: الحجُّ: القصدُ والكفُّ، وقصد مكة للنسك، وهو حاجٌّ، وحاجِجٌ، جمعه: حُجاج، وحجيج، وحاجةٌ: من حواجّ (٥).
ويقال: الحجُّ: القصد، حجَّ إلينا فلانٌ: قدم، وحجَّه يحجُّه حجًا: قصده (٦).
ويُقال: الحجُّ: القصد، ثم غلب في الاستعمال الشرعي والعرفي على حج بيت اللَّه تعالى وإتيانه، فلا يُفهم عند الإطلاق إلا هذا النوع الخاص من القصد؛ لأنه هو المشروع الموجود كثيرًا، وقيل: كثرة القصد إلى من يُعظَّم (٧).
والحج شرعًا: القصد لبيت اللَّه تعالى بصفةٍ مخصوصةٍ، في وقتٍ
مخصوصٍ، بشرائطَ مخصوصةٍ (٨).
_________
(١) النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير، ١/ ٣٤٠.
(٢) التعريفات، للجرجاني، ص ١١٥،والقاموس الفقهي لغة واصطلاحًا، لسعدي أبو جيب، ص ٧٧.
(٣) مفردات ألفاظ القرآن، للأصفهاني، ص ٢١٨، وصدر البيت: وأشهد من عونٍ حلولًا كثيرة. مفردات الأصفهاني، ص ٢١٨، ولسان العرب، ٢/ ٢٢٦.
(٤) معجم لغة الفقهاء، لمحمد روَّاس، ص ١٥٣.
(٥) القاموس المحيط، للفيروزأبادي، ص ٢٣٤.
(٦) لسان العرب، لابن منظور، ٢/ ٢٢٦، وانظر: المصباح المنير، ١/ ١٢١.
(٧) شرح العمدة في بيان مناسك الحج والعمرة، لشيخ الإسلام ابن تيمية، ١/ ٧٥.
(٨) التعريفات، للجرجاني، ص ١١٥.
1 / 8
وقيل: الحج: خُصَّ في تعاريف الشرع: بقصد بيت اللَّه تعالى إقامةً للنسك (١)، فقيل: الحَجُّ، والحِجُّ، فالحَجُّ مصدرٌ، والحِجُّ اسم.
وقيل: الحج أداءُ أعمالٍ مخصوصةٍ في حرم مكة وما حوله، في أوقاتٍ مخصوصةٍ مع النية (٢).
وقيل: الحج وقوف بعرفة ليلة عاشر ذي الحجة، وطواف بالبيت سبعًا، وسعي بين الصفا والمروة كذلك على وجهٍ مخصوص (٣).
وقيل: قصد البيت الحرام للتقرب إلى اللَّه تعالى بأفعالٍ مخصوصة، في زمان مخصوص، ومكان مخصوص من حج أو عمرة (٤).
وقيل: الحج تعورف على استعماله في القصد إلى مكة للنسك، والحجِّ إلى البيت خاصة، تقول: حجَّ يحجُّ حجًا، والحج قصد التوجه إلى البيت بالأعمال المشروعة: فرضًا، وسنة (٥).
وقيل: الحج: أصله القصد، ثم قصر استعماله في الشرع على قصد الكعبة للحج أو العمرة، ومنه يُقال: ماحجَّ ولكن دجَّ، فالحج: القصد
للنسك، والدجُّ: القصد للتجارة (٦).
_________
(١) مفردات ألفاظ القرآن، للأصبهاني، ص ٢١٨.
(٢) معجم لغة الفقهاء، لمحمد رواس، ص ١٥٣.
(٣) القاموس الفقهي لغة واصطلاحًا، ص ٧٦.
(٤) القاموس الفقهي لغة واصطلاحًا، ص ٧٧.
(٥) لسان العرب، لابن منظور، ٢/ ٢٢٦.
(٦) المصباح المنير، للفيومي، ١/ ١٢١.
1 / 9
وقيل: الحج: خصَّه الشرع بقصدٍ معينٍ، بشروطٍ معلومة (١).
وقيل: الحج في الشرع: اسم لأفعال مخصوصة في أوقات مخصوصة، في مكان مخصوص، من شخص مخصوص (٢).
وقيل: الحج: التعبد لله ﷿ بأداء المناسك على ما جاء في سنة رسول اللَّه ﷺ (٣).
والتعريف الذي يجمع هذه التعريفات هو أن يقال: الحج اصطلاحًا: التعبد لله بأفعالٍ وأقوالٍ مخصوصةٍ، في أوقاتٍ مخصوصةٍ، في مكانٍ مخصوصٍ، من شخصٍ مخصوصٍ، بشروطٍ مخصوصةٍ، والعلم عند اللَّه تعالى.
ثالثًا: مفهوم العمرة: لغة، واصطلاحًا:
العمرة، والاعتمار لغة: الزيارة التي فيها عمارةُ الوُدِّ (٤).
وقيل: العمرة: الزيارة، والمعتمر: الزائر، والقاصد للشيء (٥).
والعمرة شرعًا: زيارة البيت الحرام بشروط مخصوصة مذكورة في الفقه (٦).
وقيل: العمرة: الحج الأصغر، ويوم الحج الأكبر يوم النحر (٧).
وقيل: زيارة بيت اللَّه الحرام، بإحرام، وطواف، وسعي، دون وقوف بعرفة (٨).
_________
(١) النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير، ١/ ٣٤٠.
(٢) سمعت هذا التعريف من شيخنا ابن باز ﵀ أثناء تقريره على بلوغ المرام، الحديث رقم٧٢٦.
(٣) الشرح الممتع، لابن عثيمين، ٧/ ٧.
(٤) مفردات ألفاظ القرآن، للأصفهاني، ص ٥٩٦.
(٥) القاموس المحيط، للفيروزأبادي، ص ٥٧١،وانظر: النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير،٣/ ٢٩٧.
(٦) النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير، ٣/ ٢٩٧.
(٧) مفردات ألفاظ القرآن، للأصفهاني، ص ٢١٩، وانظر: المصباح المنير، للفيومي، ٢/ ٤٢٩، وانظر: سنن الدارقطني، ٢/ ٢٨٥، برقم ٢٢١ عن ابن عباس، والبيهقي في السنن الكبرى، ٤/ ٣٥٢، وعن عمرو بن حزم في كتابه عندما بعث إلى اليمن، في سنن الدارقطني، ٢/ ٢٨٥، برقم ٢٢٢، والبيهقي في الكبرى، ٤/ ٣٥٢، وجاء من كلام الشافعي عند الترمذي، في آخر حديث رقم ٩٣١.
(٨) معجم لغة الفقهاء، لمحمد روَّاس، ص ٢٩١.
1 / 10
وقيل: العمرة: قصد الكعبة للنسك المعروف (١).
وقيل: العمرة: التعبد لله تعالى بالطواف بالبيت، وبالصفا والمروة، والحلق، أو التقصير (٢).
وقيل: العمرة: الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة بإحرام (٣).
والتعريف الذي يجمع هذه التعريفات هو: التعبد لله تعالى بزيارة بيت اللَّه الحرام، بإحرام، وطواف، وسعي بين الصفا والمروة، وحلق أو تقصير، ثم تحلل.
_________
(١) القاموس الفقهي لغة واصطلاحًا، لسعدي أبو جيب، ص ٢٦٢.
(٢) الشرح الممتع، لابن عثيمين، ٧/ ٨.
(٣) الموسوعة الفقهية، لوزارة لأوقاف الكويتية، ٣٠/ ٣١٤.
1 / 11
المبحث الثاني: فضائل الحج والعمرة
فضائل الحج والعمرة كثيرة، منها الفضائل الآتية:
أولًا: من حج البيت الحرام، أو اعتمر فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه؛ لحديث أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من حج هذا البيت فلم يرفث (١)، ولم يفسق (٢)، رجع كما ولدته أمه» (٣)، وفي لفظ مسلم:
«من أتى هذا البيت فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كما ولدته أمه» (٤)، وهذا
_________
(١) فلم يرفث: قال ابن عباس ﵄: «إنما الرفث ما روجع به النساء»، كأنه يرى الرفث الذي نهى اللَّه عنه ما خوطبت به المرأة، فأما ما يقوله ولم تسمعه امرأة فغير داخل فيه. وقال الأزهريُّ: «الرفث: كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة». [النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير، ٢/ ٢٤١].
وقال الإمام ابن كثير ﵀ في تفسير قوله تعالى: (فلا رفث): أي من أحرم بالحج أو العمرة فليجتنب الرفث، وهو الجماع، كما قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ [البقرة: ١٨٧]، وكذلك يحرم تعاطي دواعيه: من المباشرة، والتقبيل، ونحو ذلك، وكذلك التكلم به بحضرة النساء» [تفسير القرآن العظيم، ٢/ ٢٤٢].
(٢) ولم يفسق: أصل الفسوق الخروج عن الاستقامة، والجور، وبه سُمِّيَ العاصي فاسقًا. [النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير، ٣/ ٤٤٦]، ولا شك أن الفسوق: هو جميع المعاصي كما قال اللَّه تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ﴾ [البقرة: ١٩٧]، فيدخل في الفسوق جميع المعاصي كما صوَّبه الإمام ابن كثير في تفسيره، ٢/ ٢٤٤، ومن ذلك الوقوع في محظورات الإحرام، والسباب، والشتم، كما قال النبي ﷺ: (سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر) [أخرجه البخاري برقم ٦٠٤٤، ومسلم، برقم ٦٣. وغير ذلك من أنواع المعاصي، وسمعت شيخنا ابن باز ﵀ يقول أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم ١٥٢١، والحديث رقم ١٨١٩: «يدخل في الفسق المعاصي التي قبل الحج، فإذا كان مُصِرًَّا عليها فهو فاسق»، «والرفث: الجماع ودواعيه».
(٣) متفق عليه: صحيح البخاري، كتاب الحج، باب فضل الحج والعمرة، برقم ١٥٢١، وكتاب المحصر، برقم ١٨١٩، ومسلم، كتاب الحج، باب فضل الحج والعمرة، برقم ١٣٥٠.
(٤) صحيح مسلم، برقم ١٣٥٠، وفي الترمذي «غفر له ما تقدم من ذنبه».انظر: صحيح الترمذي١/ ٢٤٥.
1 / 12
اللفظ يشمل الحج والعمرة (١).
ثانيًا: العمرة إلى العمرة تكفر ما بينهما، والحج المبرور جزاؤه الجنة؛ لحديث أبي هريرة ﵁ أن رسول اللَّه ﷺ قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» (٢).
والحج المبرور هو الذي لا رياء فيه، ولا سمعة، ولم يخالطه إثم ولا يعقبه معصية، وهو الحج الذي وُفِّيت أحكامه ووقع موقعًا لما طلب من المكلف على الوجه الأكمل، وهو المقبول، ومن علامات القبول أن يرجع خيرًا مما كان ولا يعاود المعاصي. والمبرور مأخوذ من البر وهو الطاعة واللَّه أعلم (٣).
ثالثًا: الحج يهدم ما كان قبله؛ لحديث عمرو بن العاص ﵁، وفيه: أنه قال: فلما جعل اللَّه الإسلام في قلبي أتيت النبي ﷺ فقلت: ابسط يمينك لأُبايِعَكَ، فبسط يمينه، فقبضت يَديَ، قال: «مالك يا عمرو؟» قلت: أردتُ أن أشترط، قال: «تشترط بماذا؟» قلت: أن يغفر لي، قال: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما
كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله» (٤).
رابعًا: الحج المبرور من أفضل الأعمال بعد الجهاد في سبيل اللَّه؛ لحديث أبي هريرة ﵁ قال: سُئِلَ النبي ﷺ: أي الأعمال أفضل؟ قال:
_________
(١) انظر: فتح الباري ٣/ ٣٨٢.
(٢) متفق عليه: صحيح البخاري، كتاب العمرة، باب العمرة، وجوب العمرة وفضلها، برقم ١٧٧٣، ومسلم، كتاب الحج، باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة، برقم ١٣٤٩.
(٣) انظر: فتح الباري ٣/ ٣٨٢ وشرح النووي على صحيح مسلم ٩/ ١١٩.
(٤) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله، وكذا الهجرة والحج، برقم ١٢١.
1 / 13
«إيمان باللَّه ورسوله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «جهاد في سبيل اللَّه». قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور» (١).
خامسًا: الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب، والحج المبرور ثوابه الجنة؛ لحديث عبد اللَّه بن مسعود ﵁ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة» (٢).
سادسًا: أفضل الجهاد وأجمله الحج المبرور؛ لحديث عائشة
﵂ قالت: يا رسول اللَّه، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: «لا، ولكنَّ أفضل الجهاد حج مبرور»، وفي رواية: أنها قالت: قلت: يا رسول اللَّه ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: «لَكُنَّ أحسن الجهاد
وأجمله الحجُّ حجٌّ مبرور»، قالت عائشة ﵂: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول اللَّه ﷺ (٣).
_________
(١) البخاري، كتاب الحج، باب فضل الحج المبرور، برقم ١٥١٩،وانظر: البخاري مع الفتح،٣/ ٣٨١.
(٢) الترمذي، كتاب الحج، باب ما جاء في ثواب الحج والعمرة، برقم ٨١٠، والنسائي، كتاب مناسك الحج، باب فضل المتابعة بين الحج والعمرة، برقم ٢٦٣١، وقال عنه الألباني في صحيح الترمذي، ١/ ٤٢٦: «حسن صحيح»، وفي صحيح النسائي، ٢/ ٢٤٠: «حسن صحيح»، وجاء الحديث مختصرًا عن ابن عباس في سنن النسائي، برقم ٢٦٣٠ بلفظ: «تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد»، وصححه الألباني في صحيح النسائي، ٢/ ٢٤٠، وكذلك عند ابن ماجه، من حديث عمر ﵁ بلفظ: «تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد»، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، ٣/ ٦.
(٣) البخاري، كتاب الحج، باب فضل الحج المبرور، برقم ١٥٢٠، وكتاب جزاء الصيد، باب حجُّ النساء، برقم١٨٦١، وكتاب الجهاد، باب فضل الجهاد، برقم ٢٧٨٤ بلفظ: «لكن أفضل الجهاد حج مبرور»، وباب جهاد النساء، برقم ٢٨٧٥، بلفظ: قالت: استأذنت النبي ﷺ في الجهاد، فقال: «جهادكُنَّ الحج».
1 / 14
وعنها: قالت: قلت: يا رسول اللَّه على النساء جهاد؟ قال: «نعم عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة» (١)، ولفظ النسائي أنها ﵂ قالت: يا رسول اللَّه، ألا نخرج فنجاهد معك؛ فإني لا أرى عملًا في القرآن أفضل من الجهاد، فقال: «لا، ولَكُنَّ أحسن الجهاد وأجمله، حج البيت حج مبرور» (٢).
سابعًا: الحاج والمعتمر وفدُ اللَّه تعالى؛ لحديث أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «وفد اللَّه ثلاثة: الغازي، والحاج، والمعتمر» (٣).
والمعنى: السائرون إلى اللَّه تعالى، القادمون عليه من المسافرين ثلاثة أصناف، فتخصيص هؤلاء من بين العابدين؛ لاختصاص السفر بهم
عادة (٤)، وفيه إضافة تشريف لهؤلاء.
ثامنًا: المعتمر والحاج يعطيهم اللَّه ما سألوه؛ لحديث ابن عمر
﵄ عن النبي ﷺ قال: «الغازي في سبيل اللَّه، والحاج، والمعتمر، وفد
_________
(١) ابن ماجه، كتاب المناسك، باب الحج جهاد النساء، برقم ٢٩٠١، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، ٣/ ١٠، وفي إرواء الغليل، ٤/ ١٥١ برقم ٩٨١، وقال: «في البخاري نحوه» يعني حديث عائشة السابق.
(٢) أخرجه النسائي، كتاب مناسك الحج، باب فضل الحج، برقم ٢٦٢٨، وصححه الألباني في صحيح النسائي، ٢/ ٢٤٠ ..
(٣) النسائي، كتاب مناسك الحج، باب فضل الحج، برقم ٢٦٢٥، وصححه الألباني في صحيح النسائي ٢/ ٢٣٩، وسمعت شيخنا ابن باز ﵀ يقول أثناء تقريره على سنن النسائي، الحديث رقم ٢٦٢٦: «سنده جيد».
(٤) حاشية السندي على سنن النسائي، ٥/ ١١٣.
1 / 15
اللَّه. دعاهم فأجابوا، وسألوه فأعطاهم» (١).
تاسعًا: الحج والعمرة جهاد الكبير، والصغير، والضعيف، والمرأة؛ لحديث أبي هريرة ﵁ عن رسول اللَّه ﷺ قال: «جهاد الكبير، والصغير، والضعيف، والمرأة: الحج والعمرة» (٢).
عاشرًا: الحاج والمعتمر يلبِّي معه الشجر والحجر حتى تنقطع الأرض عن يمينه وشماله؛ لحديث سهل ﵁ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ما من مسلم يُلبِّي إلا لبَّى من عن يمينه وشماله، من حجرٍ، أو شجرٍ، أو مدرٍ حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا» (٣).
الحادي عشر: اللَّه تعالى يباهي بالحجاج في عرفة الملائكة؛ لحديث عائشة ﵂ قالت: إن رسول اللَّه ﷺ قال: «ما من يوم أكثر من
أن يعتق اللَّه فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟» (٤).
الثاني عشر: خير الدعاء دعاء الحجاج يوم عرفة؛ لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي ﷺ قال: «خير الدعاء دعاء
_________
(١) ابن ماجه، كتاب المناسك، باب فضل دعاء الحاج، برقم ٢٨٩٣، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه، ٣/ ٨، وفي الأحاديث الصحيحة ٤/ ٤٣٣.
(٢) النسائي، كتاب مناسك الحج، باب فضل الحج، برقم ٢٦٢٦، وحسنه الألباني في صحيح النسائي ٢/ ٢٣٩.
(٣) الترمذي، كتاب الحج، باب ما جاء في فضل التلبية والنحر، برقم ٨٢٨، وابن ماجه، كتاب المناسك، باب التلبية، برقم ٢٩٢١، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، ١/ ٤٣١، وفي صحيح ابن ماجه، ٣/ ١٦، وفي صحيح الترغيب والترهيب، ٢/ ٢٢.
(٤) مسلم، كتاب الحج، باب فضل الحج والعمرة، ويوم عرفة، برقم ١٣٤٩.
1 / 16
يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيُّون من قبلي: لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» (١).
الثالث عشر: عمرة في رمضان تعْدل حجة مع النبي ﷺ -؛ لحديث عبد اللَّه بن عباس ﵄، قال: لما رجع النبي ﷺ من حجته قال لأم سنان: «ما منعك من الحجِّ؟» قالت: أبو فلان - تعني زوجها - كان له ناضحان، حج على أحدهما، والآخر يسقي أرضًا لنا، قال ﷺ: «فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي» (٢).
الرابع عشر: مسح الحجر الأسود والركن اليماني، يحطّان الخطايا حطًّا، والطواف بالبيت كعتق رقبة، وكل خطوة يُكتب له بها عشر حسنات، ويُحطُّ عنه عشر سيئات، ويُرفع له عشر درجات؛ لحديث عبد اللَّه بن عُبيد بن عُمير عن أبيه، قال: قلت لابن عمر: ما لي لا أراك تستلم إلا
هذين الركنين: الحجر الأسود، والركن اليماني؟ فقال ابن عمر: إنْ أفعل فقد سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إن استلامهما يحطُّ الخطايا»، قال: وسمعته يقول: «من طاف أسبوعًا يحصيه، وصلّى ركعتين كان كعدل رقبة»، قال: وسمعته يقول: «ما رفع رَجلٌ قدمًا ولا وضعها إلا كُتبَ له عشرُ حسنات، وحُطَّ عنه عشرُ سيئات، ورُفع له عشرُ درجات».، وفي لفظ لأحمد: «أراك تزاحم على هذين الركنين؟» قال: «إن أفعل، فقد سمعت
_________
(١) الترمذي، كتاب الدعوات، باب دعاء يوم عرفة، برقم ٣٥٨٥،وحسنه الألباني في صحيح الترمذي،٣/ ٤٧٢،وفي الأحاديث الصحيحة،٤/ ٦،برقم ١٥٠٣،وفي صحيح الجامع، ٣/ ١٢١.
(٢) متفق عليه: البخاري، كتاب جزاء الصيد، باب حج النساء، برقم ١٨٦٣، ومسلم، كتاب الحج، باب فضل العمرة في رمضان، برقم ٢٢٢ - (١٢٥٦)، وفي لفظ لمسلم: «فإذا جاء رمضان فاعتمري، فإن عمرة فيه تعدل حجة».
1 / 17
رسول اللَّه ﷺ يقول: «إن مسحهما يَحُطَّان الخطايا» (١).
الخامس عشر: الصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه؛ لحديث جابر ﵁ أن رسول اللَّه ﷺ قال: «صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه» (٢).
السادس عشر: من طاف بالبيت العتيق واستلم الحجر الأسود شهد له يوم القيامة؛ لحديث ابن عباس ﵄ قال: قال رسول اللَّه ﷺ
في الحجر: «واللَّه ليبعثنّهُ اللَّه يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسانٌ ينطق به، يشهد على من استلمه بحق» (٣).
وعنه أيضًا قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضًا من الثلج فسوّدته خطايا بني آدم» (٤).
_________
(١) أحمد في المسند، ٨/ ٣١، برقم ٤٤٦٢، و٩/ ٥١٣، برقم ٥٧٠١، وقال محققو المسند:» حديث حسن «، وأخرجه بنحوه الترمذي، كتاب الحج، باب ما جاء في استلام الركنين، برقم ٩٥٩، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، ١/ ٤٩١ - ٤٩٢، وقد استوفى تخريج هذا الحديث محققو مسند الإمام أحمد، ٨/ ٣١، برقم ٤٤٦٢، و٩/ ٥١٣، وبرقم ٥٧٠١، فيراجع لمن شاء. وأخرجه النسائي بنحوه، كتاب مناسك الحج، باب ذكر الفضل في الطواف بالبيت، برقم ٢٩١٩، وصححه أيضًا الألباني في صحيح النسائي، ٢/ ٣١٩، وابن ماجه مختصرًا، في كتاب مناسك الحج، باب فضل الطواف، برقم ٢٩٥٦، وصححه الألباني أيضًا في صحيح ابن ماجه، ٢/ ٢٧، وابن خزيمة، ٤/ ٢١٨، برقم ٢٧٢٩.
(٢) ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام، ومسجد النبي ﷺ،برقم ١٦٠٤،وأحمد،٣/ ٣٤٣،وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه،١/ ٢٣٦، وفي إرواء الغليل، ٤/ ٣٤١.
(٣) الترمذي، كتاب الحج، باب ما جاء في الحجر الأسود، برقم ٩٦١، وابن خزيمة، ٤/ ٢٠، وأحمد ١/ ٢٦٦، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، ١/ ٤٩٣.
(٤) ابن خزيمة بلفظه، ٢/ ٢٢٠، والترمذي، كتاب الحج، باب ما جاء في فضل الحجر الأسود، والركن والمقام، برقم ٨٧٧، ولفظه: «... وهو أشد بياضًا من اللبن»، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، ١/ ٤٥٢.
1 / 18
السابع عشر: من حج البيت كمل إسلامه؛ لحديث عمر بن الخطاب ﵁ في سؤال جبريل النبي ﷺ عن الإسلام، قال: يا محمد ما الإسلام؟ قال: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدًا رسول اللَّه، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت، وتعتمر، وتغتسل من الجنابة، وأن تتم الوضوء، وتصوم رمضان». قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: «نعم» قال: صدقت (١).
الثامن عشر: الحاج إذا خرج من بيته قاصدًا البيت الحرام كتب له بكل خطوة يخطوها هو ودابته حسنة، ومحا اللَّه عنه خطيئة، ورفعت له درجة؛ لحديث عبادة بن الصامت ﵁ يرفعه، وفيه: «فإن لك من الأجر إذا أممت البيت العتيق أن لا ترفع قدمًا، أو تضعها أنت ودابتك
إلا كتبت لك حسنة، ورفعت لك درجة» (٢)،وفي حديث ابن عمر ﵄ يرفعه: «... فإنك إذا خرجت من بيتك تؤمُّ البيت الحرام لا تضعُ ناقتك خفًا، ولا ترفعه إلا كتب [اللَّه] لك به حسنة، ومحا عنك خطيئة» (٣).
_________
(١) ابن خزيمة في صحيحه، برقم ١، ١/ ٣، والحديث في البخاري من حديث أبي هريرة، برقم ٥٠ بغير هذا السياق، وهو في مسلم، برقم٨، من حديث عمر، بغير سياق ابن خزيمة، والحديث صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، ٢/ ٦.
(٢) رواه الطبراني في الأوسط [مجمع البحرين، ٣/ ١٨٥، برقم ١٦٥٠]، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، ٣/ ٢٧٧: «وفيه محمد بن عبد الرحيم بن شروس، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ومن فوقه موثوقون»، وحسنه الألباني لغيره، في صحيح الترغيب والترهيب، ٢/ ١٠/١٢.
(٣) رواه ابن حبان، برقم ١٨٨٧، والبزار، برقم ١٠٨٢، والطبراني في الكبير، برقم ١٣٥٦٦، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، ٣/ ٢٧٤: «رواه الطبراني في الكبير بنحوه، ورجال البزار موثوقون»، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، ٢/ ١٠.
1 / 19
التاسع عشر: الحاج والمعتمر يكتب له بركعتي الطواف عتق رقبة من بني إسماعيل؛ لحديث ابن عمر ﵄ وفيه: «... وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل» (١).
العشرون: طواف الحاج أو المعتمر بين الصفا والمروة، كعتق سبعين رقبة؛ لحديث ابن عمر ﵄ وفيه «... وأما طوافك بالصفا والمروة، كعتق سبعين رقبة» (٢).
الحادي والعشرون: الحاج يُغفر له في وقوفه بعرفة، ولو كانت ذنوبه عدد الرمل، أو قطر المطر، ويباهي به اللَّه الملائكة؛ لحديث ابن عمر يرفعه وفيه: «... وأما وقوفك عشية عرفة، فإن اللَّه يهبط إلى السماء
الدنيا فيباهي بكم الملائكة، ويقول: عبادي جاؤوني شعثًا من كل فجٍّ عميقٍ يرجون رحمتي، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل، أو كقطر المطر، أو كزبد البحر لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفورًا لكم، ولمن شفعتم له» (٣).
وفي حديث عبادة بن الصامت ﵁ يرفعه: «وأما وقوفك بعرفة فإن اللَّه ﷿ يقول لملائكته: يا ملائكتي ما جاء بعبادي؟ قالوا: جاؤوا يكتسبون
_________
(١) ابن حبان: ١٨٨٧، والبزار، برقم ١٠٨٢، والطبراني في الكبير، برقم ١٣٥٦٦، من حديث ابن عمر السابق، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، ٢/ ١٠.
(٢) ابن حبان، والبزار، والطبراني، من حديث ابن عمر السابق، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، ٢/ ١٠.
(٣) ابن حبان، والبزار، والطبراني، من حديث ابن عمر السابق، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، ٢/ ١٠.
1 / 20