L'Épitre d'Iblis
رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
Genres
فوثب المعتزلي وقال: اسكت! أعد رجالك. أولهم الشيخ النجدي الذي ورك الذنب على ربه، والثاني مشركوا قريش أحالوا الشرك على مشيئته، [[[الذين قالوا: { لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا }]]] ( في نسخة أخرى ذكر ما بين الأقواس ، وفي النسخة المعتمدة لدى المحقق لم يذكر ، حرر من قبل الناسخ ) ثم معاوية ويزيد وبنو سفيان، ثم من بعدهم بنو مروان الشجرة الملعونة في القرآن ، وإن شئت من المتكلمين فخذ إليك حفص القرد وبرغوث وضرار ويحيى بن كامل والقلانسي ومن الخلف ابن كلاب وابن أبي بشر وابن كرام فهل يقابل هؤلاء بأولئك السادات؟ وأنشد :
من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم مثل النجوم التي يسري بها الساري
فقام معتزلي من الجن وقال: أما سلفنا فحضروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخذوا منه دين الله ولم يضيفوا ذنبا إلى الله، بل ردوا على المجبرة قولهم حيث قالوا : {وإنه كان يقول سفيهنا على الله شططا*وانا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا}. ثم أخذ يطري مذهبه ويزري بمذهبنا. فقلت لمشايخنا : أما فيكم مجيب؟ أما فيكم معين؟ أما أحد يقوم مقاما فيذب عن مذهبه؟ فما أجاب أحد جوابا .
فقرأ قارئ : { سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا...}، فقال بعض مشايخنا: من هؤلاء الذين قالوا بمقالتنا وأضيف إليهم الشرك؟
فقال المعتزلي : أولئك كفار قريش أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنكروا دين الله.
فغضبت وقلت: أولئك الملأ من قريش.
بدور الدجى وشموس الضحى أسود الوغى وبحور الندى
كم من مجلس جمعني وإياهم، وكم من تدبير جرى بيني وبينهم. كانوا كما قيل:
وسادة عاشرتهم لم أزل في ظل عيش لهم رغد
وكان أخص القوم بي أبو الحكم، سيد من أخلصني وده وخير من أخلصته ودي. ومشايخي حولي يبكون والمعتزلة يسخرون ويلعنون!
Page 84