L'Épitre d'Iblis
رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
Genres
... ولما لم يقبلوا مني هذا دبرت فألقيت إليهم أن الأنبياء يكذبون ويذنبون وإن آدم أكل من الشجرة حتى أخرج من الجنة ، وإن إبراهيم كذب ثلاث كذبات ، وأن يونس غضب على ربه فحبس في بطن الحوت بعقوبته ، وأن داود عشق امرأة أوريا فأمر به فقتل فتزوج بامرأته بعد أن كان قال كلني إلى نفسي ، وأن سليمان عبد الصنم في بيته وجلس الشيطان على سرير ملكه وباشر نساءه وجواريه في حال الحيض ولم يصل العصر اشتغالا بالخيل ثم عاقبها بضرب السوق الأعناق ، وأن يوسف قعد بين فخذي امرأة العزيز حتى نودي بالنهي عن الذنب . وأن اخوته ألقوه في الجب وهم بالغون أنبياء لما آثره أبوه عليهم بالحب ، وأن محمدا مدح الأصنام فقرأ ( تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى ) ، وأنه عشق امرأة زيد فحملها على الافتراق فأمر زيدا بالطلاق ثم تزوج بها وخاف الناس ولم يخف الله . كل ذلك تنفيرا عن المرسلين الذين هم أصل الدين.
...
فقبلتم ذلك مني وذكرتموه على المنابر ودرستموه في المدارس ودونتم في الكتب ، غير هؤلاء المعتزلة - الذين هم أعدائي وأعداؤكم - فإنهم أنكروا ذلك كله وقالوا : الأنبياء معصومون عن الخطأ والزلل في القول والعمل ، وأن أقوالهم وأفعالهم حجة، وأنهم شهداء الله على خلقه والقائمون على دينه وهم المختارون الموصوفون بأنهم مخلصون .
...
ولما وقعت هذه المسألة وأظهر كل مذهبه لم يصدقوا شيئا مما روينا ولا قبلوا شيئا مما قلنا، وذكروا أنه قيل الشيطان ودسيس الملحدين، وكيف يجوز ذلك عليهم وهم الأخيار الأبرار كما قال الله تعالى : { وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار }، فطالبنا المعتزلة بتصحيح مذهبهم، فذكروا أمرا معقولا وتلوا آيات وفصولا.
قلنا : وما معنى قصة آدم ؟
قالوا : كان نهي تنزيه لا نهي تحريم، أو ترك الاستدلال فأكل غير ما وقع إليه الإشارة بالمقال.
قلنا : فما باله سمى ابنه عبد الحرث حتى وصفا بأنهما جعلا له شركاء ؟
Page 66