فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا
انقل كلمة أسفا من مكانها وأنت تشعر في الحال بالقوة التي يحدثها «الترتيب» في العمل الأدبي.
إذن فمجرد السرد لا يحدث حكاية ولا يحدث قصة.
تقول لي: ولكنها مستمدة من الحياة. فأقول: إن الواقع المجرد
fact
لا يحدث تأثيرا قويا. ولقد قال
Haglett
أن للعمل الأدبي، وخاصة القصة، جناحان؛ القوادم والخوافي، أما القوادم فهي هذا الواقع، أو على حد تعبيري التجربة الواقعية، أما الخوافي فهي «التجربة الشعرية» أعني الظلال والألوان التي يضيفها المؤلف على الواقع.
ولما كانت هذه التجربة الشعرية خاصية لا تتوافر إلا للقليلين أدركنا سر الإحساس الذي يجعلنا نلقي بقصة ما جانبا ونحن نقول: «مش قوي»، «مش قوي»، وإنما نعني نقص هذه الظلال، فقدان هذه الأصباغ، أو باختصار ضياع الشاعرية المطلوبة في القصة، هاتان التجربتان هما ما نسميه جوهر القصة، وإذا حللناهما تحليلا أدق وجدناهما يتكونان من الأشخاص والحوار، والعقدة وحل العقدة، والمبدأ والنهاية. على أن بعض المؤلفين يقولون: بل إن هؤلاء ليسوا في الواقع جوهر القصة، بل الشكل الذي تصب فيه القصة
form
Page inconnue