وخفيف، وتأخذها بمأخذٍ غير ذفيف؛ تقيم معها الشّهر كريتًا، قبل أن تلقَّن كذبًا حنبريتًا: بيتًا من الغزل أو بتيتن، ثم تعطى المائة أو المائتين. فسبحان القادر على كل عزيز، والمميِّز لفضله كلَّ مزيز.
رباب
ويقول نابغة بني جعدة، وهو جالس يستمع: يا أبا بصير أهذه الربَّاب التي ذكرها السّعديُّ، هي ربابك التي ذكرتها في قولك:
بعاصي العواذل، طلق اليدي ... ن يعطي الجزيل، ويرخي الإزارا
فما نطق الدِّيك حتى ملأ ... ت كوب الزَّباب له فاستدارا
إذا انكبَّ أزهر بين السُّقا ... ة تراموا به غربًا أو نضارًا
فيقول أبو بصيرٍ: قد طال عمرك يا أبا ليلى، وأحسبك أصابك الفند، فبقيت على فندك إلى اليوم! أما علمت أنَّ اللواتي يسمَّين بالرَّباب أكثر من أن يحصين؟ أفتظن أنَّ الربّاب هذه، هي التي ذكرها القائل:
ما بال قومك يا رباب ... خزرًا كأنّهم غضاب
غاروا عليك، وكيف ذا ... ك ودونك الخرق اليباب
أو التي ذكرها امرؤ القيس في قوله:
دار لهندٍ، والربَّاب، وفرتنى، ... ولميس، قبل حوادث الأيام
ولعلّ أمّها أمُّ الربّاب المذكورة في قوله:
وجارتها أمِّ الربّاب بمأسل
فيقول نابغة بني جعدة: أتكلمني بمثل هذا الكلام يا خليع بني ضبيعة، وقد مُتَّ كافرًا، وأقررت على نفسك بالفاحشة، وأنا لقيت النبيَّ، ﷺ، فأنشدته كلمتي التي أقول فيها:
1 / 43