وقال تعالى: ﴿فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى﴾، أي للحال اليسرى: وهي العمل بالطاعة. ﴿وأما من بخل واستغنى. وكذب بالحسنى. فسنيسره للعسرى﴾، أي: للحال العسرى وهي: العمل بالمعصية، وقال ﷺ: «كل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم تلى الآيتين» .
٣٤- فالمؤمنون بالتوفيق آثروا الإيمان، وأقدرهم الله ﷿ عليه، وعلى ترك الكفر. والكافرون بالخذلان آثروا الكفر وأقدرهم الله تعالى عليه وعلى ترك الإيمان. ومعنى قوله: ﴿وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى﴾، إن قومًا من ثمود آمنوا ثم ارتدوا فاستحبوا العمى على الهدى أي: اختاروا الكفر على الإيمان.
٣٥- ومعنى قوله: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾، الخصوص يريد بعضهم وهم الذين علم أنهم يعبدونه، لأنه قال في آية أخرى: ﴿ولقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من الجن والإنس﴾ ومن ذرأه لجهنم لم يخلقه لعبادته.
1 / 149