ثم تسير من هذه القنطرة إلى قرية كبيرة غناء كثيرة الخير يقال لها «أبا أيوب» (1) منسوبة إلى رجل من «بنى جرهم » (2) يكنى أبا أيوب بناها وفيها دكان عظيم بالصخر وقد نقض بعض صخره رجل من الأكراد (3) وبنى به حصنا عظيما يقال له «سرماخ» (4) فى جبل مظل على هذه القرية.
وبعد هذا المكان قنطرة أعظم ما تقدم ذكره وألقى صنعه تعرف بقنطرة النعمان وكان السبب فى بنائها أن النعمان بن المنذر فى بعض ما كان يفد على كسرى أجتاز بواد عظيم بعيد القعر شاق النزول والصعود. فبينما هو يسير فيه إذ لحق امرأة معها صبى تريد العبور. فلما جاءها موكبه وقد كانت كشفت ثيابها والصبى على عنقها ارتاعت ودهشت فألقت ثيابها وسقط الصبى عن عنقها فغرق، فغم لذلك النعمان ورق لها ونذر أن يبنى هناك قنطرة فاستأذن كسرى فى ذلك
Page 67