وكان محمد بن مسافر (1) صاحبها إذا نظر إلى سلعة حسناء أو عمل محكم سأل عن صانعه فإذا أخبر بمكانه وموضعه (2) أنفد إليه من المال ما يرغب مثله فيه وضمن له أضعاف ذلك إذا صار إليه فإذا حصل عنده منع أن يخرج من القلعة بقية عمره. وكان يأخذ أولاد رعيته ويسلمهم فى (3) الصناعات وكان كثير الدخل قليل الخرج واسع المال ذا كنوز عظيمة فما زال على ذلك إلى أن (4) أضمر أولاده مخالفته رحمة منهم لمن عندهم من الناس الذين هم فى زى الأسارى فخرج يوما لبعض (5) متصيداته فلما عاد (6) غلقوا باب القلعة دونه وامتنعوا عليه فاعتصم منهم بقلعة أخرى فى بعض أعماله وأطلقوا من كان عنده من الصناع وكانوا (7) خمسة آلاف إنسان فكثر الدعاء لهم بذلك. وأدركت ابنه الأوسط (8) الخمية والأنفة أن ينسبه (9) أبوه إلى العقوق وأنه إنما رغب فى
Page 44