موسى عليه السلام قال لهم ( 1 ) : إن السيد إلاهكم الذي هو نار آكلة . وفي موضع آخر من كتبهم ان الله تعالى هو الحمى المحرقة ؛ وفي الذي يسمونه ' الزبور ' : احذر ربك الذي قوته كقوة الجريش ( 2 ) . فهذا وشبهه هو الحمق والتناقض وتوليد زنديق سخر منهم وأفسد دينهم . وهم يحققون على سليمان عليه السلام انه بنى بيوت الأوثان لنسائه وقرب لها القرابين ، وهو عندهم نبي . وقد مضى الكلام في بطلان كل كلام وعمل يظهر ممن هذه صفته ، وانه ليس مأمونا ولا صادقا ، لعنهم الله فإنهم كذبوا على أنبياء الله وافتروا .
59 -ويقرءون في السفر الرابع من توراتهم ( 3 ) أن الله تعالى أمرهم أن يضربوا القرن ضربا خفيفا ، حتى إذا لقوا العدو [ 161 / أ ] فليضربوا القرن بشدة ليسمعه فيبصرهم ، وفي هذا من السخف والكفر غير قليل ، ولكن حق لمن غضب الله عليه وتبرأ منه وألحقه لعنته وألحقه سخطه ان يكون مقدار علمهم وعقولهم التصديق لكل ما اوردنا ، والحمد لله رب العالمين على منته علينا بالإسلام ، ومحمد صلى الله وسلم .
60 - وهم معترفون بان التوراة طول أيامهم في دولتهم لم تكن عند أحد إلا عند الكاهن وحده ، وبقوا على ذلك نحو ألف ومائتي عام ، وما كان هكذا لا يتداوله إلا واحد فواحد فمضمون عليه التبديل والتغيير والتحريف والزيادة والنقصان ، لا سيما وأكثر ملوكهم وجميع عامتهم في اكثر الأزمان كانوا يعبدون الأوثان ويبرءون من دينهم ويقتلون الأنبياء ، فقد وجب باليقين هلاك التوراة الصحيحة وتبديلها مع هذه الأحوال بلا شك . وهم مقرون بان يهوآحاز ( 4 ) بن يوشيا الملك الداوودي ( 5 ) المالك لجميع بني إسرائيل بعد انقطاع ملوك سائر الأسباط ، بشر من التوراة أسماء الله تعالى وألحق فيها أسماء الأوثان . وهم مقرون أيضا أن أخاه الوالي
Page 66