كان أعزك الله أول ما افتتحت به ذلك الكتاب أن سميت الرجل ووصفت ما سأل فقلت إنك سألتنى أن أصف لك من أمر كتب جالينوس كم هى وبما ذا تعرف وما غرضه فى كل واحد منها وكم من مقالة فى كل واحد وما الذى يصف فى مقالة مقالة منها فأعلمتك أن جالينوس قد وضع كتابا نحا فيه هذا النحو ورسم فيه ذكر كتبه وسماه فينكس وترجمته الفهرست وأنه قد وضع مقالة أخرى وصف فيها مراتب قراءة كتبه وأن التماس تعرف أمر كتب جالينوس من جالينوس أولى من التماس تعرفه منى فكان من جوابك فى ذلك أن قلت أنه وإن كان الأمر على ما وصفت فإن بنا وسائر أهل هذا الغرض ممن يقرأ الكتب بالسريانية والعربية حاجة الى أن نعلم ما ترجم من هذه الكتب الى اللسان السريانى والعربى وما لم يترجم وما كنت أنا المتولى لترجمته دون غيرى وما تولى ترجمته غيرى وما سبقنى الى ترجمته غيرى ثم عدت فيه فترجمته او أصلحته ومن تولى ترجمة كتاب كتاب من الكتب التى تولى ترجمته غيرى ومبلغ قوة كل واحد من أولئك المترجمين فى الترجمة ولمن ترجمت ومن الذين ترجمت أنا لهم كل واحد من تلك الكتب التى توليت ترجمتها وفى أى حد من سنى ترجمته لأن هذين أمرين قد يحتاج الى معرفتهما اذ كانت الترجمة إنما تكون بحسب قوة المترجم للكتاب والذى ترجم له وأى تلك الكتب مما لم يترجم الى هذه الغاية وجدت نسخته باليونانية وأيها لم توجد له نسخة او وجد البعض منه فإن هذا أمر يحتاج اليه ليعنى بترجمة ما قد وجد منها ويطلب ما لم يوجد فلما اوردت على من هذا ما اوردت علمت أنك قد أصبت فى قولك وأنك قد دعوتنى الى أمر يعمنى وإياك وكثيرا من الناس منفعته لكنى لبثت مدة طويلة أدافعك بما سألت وامطلك بسبب فقدى جميع كتبى التى جمعتها كتابا كتابا فى دهرى كله منذ أقبلت أفهم من جميع ما جلته من البلدان ثم فقدتها كلها جملة حتى لم يبق عندى ولا الكتاب الذى ذكرته قبيل وهو الذى أثبت فيه جالينوس ذكر كتبه فلما ألححت على بالمسئلة اضطررت الى أن أجيبك الى ما سألت مع فقدى لما كانت بى اليه حاجة من العدة لذلك عند ما رأيتك قد رضيت وقد اقتصرت منى على ما أحفظ من هذا الباب وأنا مبتدئ بذلك متوكلا على ما أرجوه من التأييد السماوى بدعائك لى موجز القول فيه ما أمكننى كما سألت مفيض جميع ما أحفظه من أمر تلك الكتب وأفتتح قولى بوصف ما يحتاج الى علمه من أمر الكتابين اللذين ذكرتهما قبيل
[chapter 1]
Page 3