Traité sur la preuve des miracles des saints
رسالة في إثبات كرامات الأولياء
Année de publication
1396 - 1976 م
Genres
أن معناه لا تشد لنذر العبادة فيه ولذا قالوا لو نذر الصلاة في غيرها لم يلزمه فلا يكره شد الرحل لبعض الأماكن المتبرك بها أو لزيارة من فيها من الصالحين أو لطلب العلم بل قد يكون هذا واجبا عليه انتهى وأما تكفير هذين الإمامين الجليلين فمن فرط الاعتداء ومن مجاوزة الحدود وبذلك رجع معتقد هذا بالردا وقد تكرر السؤال عنهما من العلماء الأعلام فأجابوا بأحسن جواب وفوقوا على الطاعنين فيهما سهام الملام قال الإمام المحقق والشهاب المدقق علم المتأخرين وأستاذ العارفين الشيخ أحمد بن حجر الهيتمي في فتاويه ما نصه الشيخ محيي الدين بن عربي رحمه الله ورضي عنه أمام جمع بين العلم والعمل كما اتفق على ذلك من يعتد به كيف وقد ذكر بعض المنكرين في ترجمته أنه كان وصل لمرتبة الاجتهاد وحينئذ فإسلامه متيقن وكذلك علمه وعمله وزهادته وورعه ووصوله في الاجتهاد في العبادات إلى ما لم يصل إليه أكابر أهل الطريق فلا يجوز الإقدام على تنقيصه بمجرد التهور والتخيلات التي لا مستند لها يعتد به بل يستصحب ما علم من إسلامه وعلومه ومعارفه هذا ما يتعلق بذلك وأما الكتب المنسوبة له فالحق أنه واقع فيها ما ينكر ظاهره والمحققون من مشايخنا ومن قبلهم على تأويل تلك المشكلات فإنها جارية على اصطلاح القوم وليس المراد منها ظواهرها ثم قال والحاصل أنه يتعين على كل من أراد السلامة لدينه أن لا ينظر في تلك المشكلات ولا يعول عليها سواء قلنا إن لها باطنا صحيحا أم لا وأن لا يعتقد في ابن عربي خلاف ما علم منه في حياته من الزهد والعبادة الخارقين للعادة وقد ظهر له من الكرامات ما يؤيد ذلك منها ما حكاه صاحب القاموس أنه لما فرغ من تأليف كتابه الفتوحات المكية جعله وهو ورق مفرق على ظهر الكعبة فمكث سنة لم تطير الريح منه ورقة ولا وصلت إليها قطرة مطر على كثرة أمطارها ورياحها فسلامة تلك الأوراق من المطر والريح مع مكثها سنة على السطح من الكرامات الباهرة الدالة على إخلاصه
Page 9