قال جرانت إنه بوسعهم أن يخبروه بمن يتولى دورية بريت لين الآن.
كان الرجل الذي يتولى الدورية هو بي سي بيثيل، وإن أراد المفتش رؤيته فإنه في هذه اللحظة في المقصف يتناول النقانق والبطاطا المهروسة. ورقمه هو 30.
وجد جرانت الرقم ثلاثين يجلس عند طاولة بمفرده في الطرف الأقصى من المكان. وعلى دعامة أمامه كان يوجد كتاب عن قواعد اللغة الفرنسية. نظر إليه جرانت وهو يجلس منهمكا، وفكر في أن رجال شرطة لندن قد تغيروا من ناحية نوعيتهم في فترة زمنية قصيرة بلغت خمسة وعشرين عاما. كان جرانت يعلم أنه هو نفسه يعد خروجا عن هذا النوع، وهي حقيقة كانت ذات نفع كبير له في العديد من المناسبات. كان بي سي بيثيل فتى نحيلا داكن البشرة من مقاطعة داون، ذا جلد شاحب غير أملس، يتحدث ببطء بحديث ودي مطمئن. وبين لسانه البطيء وقواعد اللغة الفرنسية، شعر جرانت أن بي سي بيثيل يتجه صوب أشياء عظيمة.
بدأ الفتى ينهض بعدما قدم جرانت نفسه، لكن جرانت جلس وقال: «ثمة خدمة صغيرة أود أن تقوم بها من أجلي. أريد أن أعرف من ينظف نوافذ المنزل الكائن في 5 بريت لين. يمكن أن تجري بعض التحريات حين ...»
قال الفتى: «منزل السيد لويد؟ ريتشاردز يتولى ذلك.»
أجل، بالطبع، وبالطبع كان أمام بيثيل مستقبل حافل ينتظره، ينبغي أن يبقي انتباهه على بي سي بيثيل. «كيف تعرف ذلك؟» «أمضي وقت اليوم معه هنا وهناك أثناء دوريتي. إنه يضع عربته وأشياء أخرى في ذلك المنزل الصغير الذي يوجد في أقصى بريت لين.»
شكر جرانت مشرف الشرطة الواعد وذهب يبحث عن ريتشاردز. بدا أن ريتشاردز كان يعيش فوق حظيرته. كان جنديا سابقا عزبا، ذا ساق قصيرة، ولديه قطة، ومجموعة أكواب خزفية، وولع بلعبة رمي السهام. لم يكن هناك شيء في نطاق دوريته في لندن لا يعرفه بي سي بيثيل؛ الذي أتى من مقاطعة داون من فترة ليست ببعيدة.
عند زاوية بريت لين كانت توجد حانة صن، حيث يلعب ريتشاردز لعبة رمي السهام، فتوجه جرانت إلى هناك. كان هذا الترتيب غير رسمي بالمرة؛ لذا كان يتطلب إجراء غير رسمي للشروع فيه. لم يكن جرانت يعرف حانة صن ولا مالكها، لكن لم يكن عليه سوى أن يجلس ساكنا ويحسن التصرف، وسرعان ما سيدعى ليلعب رمي السهام، ولم يفصل هذا عن التحدث مع ريتشاردز في خصوصية سوى خطوة واحدة.
استغرقت تلك الخطوة ساعتين، كما تبين لاحقا، لكن في نهاية المطاف كان ريتشاردز طوعه في زاوية ومعه مشروب. كان جرانت في أخذ ورد بينه وبين نفسه حول ما إذا كان ينبغي عليه إخراج بطاقته التعريفية واستخدام إثبات شخصيته الرسمي من أجل عمل غير رسمي، أو أن يجعل الأمر عبارة عن خدمة يقدمها أحد الجنود السابقين إلى جندي سابق زميل له لقاء مبلغ مالي صغير، حين قال ريتشاردز: «لا يبدو عليك أن وزنك زاد بمرور السنوات يا سيدي.»
فسأله جرانت منزعجا بعض الشيء لأنه نسي وجهه: «هل التقينا من قبل؟» «كامبرلي. منذ سنوات أطول مما أود أن أفكر. ولا تقلق بشأن نسيانك لي. لأنني أشك في أنك رأيتني من قبل. كنت طباخا. هل ما زلت في الجيش؟» «لا، أنا شرطي.» «كفى مزاحا! مرحى مرحى. كنت سأقول إنك بكل تأكيد تعمل مع رئاسة هيئة الأركان العامة للإمبراطورية. أرى الآن لم كنت تتوق لأن تنفرد بي في زاوية. وأنا الذي كنت أظن أن طريقة رميي للأسهم هي ما لفت انتباهك!»
Page inconnue