257

Rijal

رجال الكشي مع تعليقات الميرداماد - الجزء1

Genres

لا أعلمك الا وقد خسرت نفسك وتبرت دينك وغششت رعيتك (1) وأخربت أمانتك وسمعت مقالة السفيه الجاهل وأخفت الورع التقي لا جلهم- والسلام.

فلما قرأ معاوية الكتاب، قال: لقد كان في نفسه ضب ما اشعر به.

فقال يزيد يا أمير المؤمنين أجبه جوابا تصغر اليه نفسه، وتذكر فيه أباه بشيء فعله قال: ودخل عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال له معاوية: أما رأيت ما كتب به الحسين؟ قال وما هو؟ قال: فأقرأه الكتاب، فقال وما يمنعك أن تجيبه بما يصغر اليه نفسه؟ وانما قال ذلك في هوى معاوية، فقال يزيد كيف رأيت يا أمير المؤمنين رأي؟ فضحك معاوية فقال: أما يزيد فقد أشار علي بمثل رأيك، قال عبد الله: فقد أصاب يزيد.

فقال معاوية أخطأتما أرأيتما لو أني ذهبت لعيب علي محقا ما عسيت أن أقول فيه، ومثلي لا يحسن أن يعيب بالباطل وما لا يعرف، ومتى ما عبت به رجلا بما لا يعرفه الناس لم يخول به صاحبه ولا يراه الناس شيئا وكذبوه، وما عسيت أن أعيب حسينا، والله ما أرى للعيب فيه موضعا وقد رأيت أن أكتب اليه أتوعده وأتهدده ثم رأيت ألا أفعل ولا أمحله.

قوله (عليه السلام): لا أعلمك الا وقد خسرت نفسك وتبرت دينك وغششت رعيتك

«خسرت» باهمال السين المشددة بعد الخاء المعجمة، أي أهلكتها من التخسير بمعنى الاهلاك.

و«تبرت» بتشديد الباء الموحدة بعد التاء المثناة من فوق، من التتبير تفعيلا من التبر- بفتح التاء المثناة من فوق واسكان الباء الموحدة- بمعنى الكسر والاهلاك، والتبار- بالفتح أيضا- الهلاك.

وايم الله لقد بلغ معاوية من خسارة نفسه وتبار دينه وغشه رعيته الى خيانته اياهم في الدين أمد الاحد فوقه.

Page 259