122

Rijal

رجال الكشي مع تعليقات الميرداماد - الجزء1

Genres

أبو ذر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقيل له انه في حائط كذا وكذا، فتوجه في طلبه فوجده نائما فأعظمه أن ينبهه، فأراد ان يستبري نومه من يقظته فأخذ عسيبا يابسا (1) فكسره ليسمعه صوته فسمعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرفع رأسه، فقال: يا أبا ذر تخدعني أما علمت أني أرى أعمالكم في منامي كما أراكم في يقظتي ان عيني تنامان ولا ينام قلبي. (2)

قوله (عليه السلام): فأخذ عسيبا يابسا

باهمال العين المفتوحة وكسر السين المهملة وتسكين المثناة من تحت قبل الياء الموحدة، أي جريدة من النخل مستقيمة دقيقة.

قوله (ص): ان عينى تنامان ولا ينام قلبى

قال السيد المكرم الرضي أخو السيد المعظم المرتضى رضي الله تعالى عنهما في كتاب مجازات الحديث: ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام تنام عيناي ولا ينام قلبي. وهذا القول عند المحققين من العلماء مجاز، لأنه (عليه السلام) لو كان قلبه لا ينام على الحقيقة كقلوب الناس لكان ذلك من أكبر معجزاته وأبهر آياته، ولوجب أن تتظاهر الاخبار بنقله، كما تظاهرت بنقل غيره من أعلامه ودلالته.

ومما يحقق قولنا ما رواه عبد الله بن عباس رحمهما الله من أنه (صلى الله عليه وآله) نام ونفخ فصلى ولم يتوض، فقيل له عليه الصلاة والسلام في ذلك فقال: ليس الوضوء على من نام قاعدا انما الوضوء على من نام مضطجعا، وفي بعض الروايات أو متوركا فانه اذا نام كذلك استرخت مفاصله.

فبين عليه الصلاة والسلام أنه لو نام مضطجعا للزمه الوضوء لاسترخاء مفاصله، فلو كان قلبه لا ينام لما وجب عليه الوضوء اذا نام مضطجعا، كما لا يجب عليه اذا نام قاعدا، وقد يجوز أن يكون المراد بقوله (عليه السلام): تنام عيناي ولا ينام قلبي. أنه لا يعتقد في حال نومه من الرؤيا الفاسدة والمنامات المتضادة ما يعتقده غيره من سائر البشر، فيكون في حكم المستيقظ وبمنزلة المتحفظ (1) انتهى كلامه رفع مقامه.

Page 124