Voyage d'hiver et d'été

Muhammad Kibrit d. 1070 AH
2

Voyage d'hiver et d'été

رحلة الشتاء والصيف

Chercheur

الأستاذ محمَّد سَعيد الطنطاوي

Maison d'édition

المكتب الإسلامي للطباعة والنشر

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٣٨٥ هـ

Lieu d'édition

بيروت

وكَمْ للدَّهْرِ من فعلٍ عجيبٍ ... بهِ فيهِ أُولو الألبابِ حاروا وأَعجبُ ما يُرى فيهِ فقيهٌ ... مهانٌ والجهولُ هو المشارُ أمورٌ لا يتمُّ لها قياسٌ ... أرانا شأنها الفلكُ المدارُ وكنت ممن ناواه الزمان، وكرّ عليه بسيف حيفه الحَدَثان، أتقلب من الحسرات على فرش الغضا، وأجد لما بي أضيق ما يكون سعة الفضاء، فأعلل النفس بالأماني، وأتسلَّى بذكر من لم يَصْفُ له التهاني، ولما عيل مني الصبر وأعياني هذا الأمر دعاني داعي الأماني والآمال، وحرَّكني فيه الرجاء والالتجاء إلى الكريم المتعال، أن أمتطي غارب الاغتراب، حسب فامشوا والبركة في الحركة والله مسبب الأسباب وأنشدني لسان الحال قول من قال: إنَّ العُلى حدّثتني وهي صادقةٌ ... فيما تحدِّث أنَّ العزَّ في النقلِ لو أنَّ في شرفِ المأوى بلوغَ مُنَى ... لم تبرحِ الشَّمْسُ يومًا دارةَ الحملِ فاقتضى الأمر العزم على السفر، واقتحام مهامه المشقة والخطر، وقصد الأبواب الشريفة السلطانية، والتملِّي برؤية الموالي والأركان بالدولة المنيفة الخاقانية، والوقوف على تلك المنازلِ والمناهلِ والأطلال، وما أبرزته القدرة الإلهية من القوّة

1 / 4