Le Voyage de Fraser à Bagdad

James Baillie Fraser d. 1272 AH
112

كل ما كان عنده من رفق فحمل داود معه بلا شك مقدارا غير يسير من ثروته التي كان من الممكن لعلي أن يستولي عليها لنفسه باتباع طريقة أخرى. على أنها كانت شيئا قليلا من الناحية النسيبة ، وربما كانت تضحية سياسية منه. فإن اللعبة التي كان عليه أن يلعبها يومذاك كانت تنطوي بالتأكيد على المصالحة والتساهل لأن المصادرات التي أجراها من بعد ذلك كانت تكفي لتعويضه عما فاته في هذا الشأن.

ولما تربع على دست الحكم بهذه الطريقة اتخذ علي لنفسه أسلوب المصالحة والتوفيق كما قلت ، لكن غرضه الأول كان ينطوي على تنحية جميع المعروفين من أنصار الباشا الأخير عن الميدان. فالتجأ في تنفيذ ذلك من دون تورع إلى الطريقة الشرقية الاعتيادية ، وهي طريقة الغدر (1) والاغتيال الناجحة باستمرار على ما فيها من اختلاف وتفاوت في الشكل والتطبيق ، وبرغم كل الخبرة التي تنطوي عليها والحسد الذي تثيره الاستعانة بها. وكان عدد من الگرج ، الذين ظلوا على قيد الحياة وعملوا في قوة الحرس ، أو كانوا ضباطا وموظفين في معية داود باشا ، قد توقعوا هبوب العاصفة التي استهدفت رفاقهم بعد ذلك ففروا هاربين من المدينة. لكن عددا يناهز الثمانية عشر أو العشرين منهم ظل مقيما في مكانه ، ومن جملتهم صالح بك الطامع الأخير بالباشوية. فدعي هؤلاء في يوم من الأيام معا بحجة الاستماع لقراءة الفرمان الصادر بإعفائهم الذي وصل مؤخرا من استانبول على ما قيل. وقد حضر كلهم تقريبا إلى ديوان الباشا ، ما عدا صالح بك نفسه الذي كان إما مريضا أو مرتابا من الدعوة فابتعد عن الحضور. فقوبلوا بأقصى ما يمكن من المجاملة ، وتناولوا

Page 127