Voyage dans le temps de la Nubie : Étude sur l'ancienne Nubie et les indicateurs de développement futur
رحلة في زمان النوبة: دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
Genres
أنواع مراكب الصيد
هناك نوعان؛ الأول: هو فلوكة الصيد العادية التي تسير بالمجداف، وعدتها أربعة رجال؛ اثنان للتجديف والآخران للصيد بالشباك أو المحايرة، وهذه الفلايك هي التي تقوم بعمليات الصيد الفعلي، وتضع الصيد في صفائح تتركها على شاطئ منطقة الصيد. أما النوع الثاني: فهو مركب الشراع من النوع الكبير الذي يسمى مركب نقر، وعدته ثلاثة رجال، وهذه المركب هي سفينة المخزن للصفائح التي تجمعها من الشاطئ، ولذلك فهي تتحرك بين الحين والآخر في منطقة الصيد بين الفلايك التي تتبعها لتجمع الصفائح المعبأة، وأثناء تحركها تقوم ببعض الصيد الذي يستخدم كغذاء يوزع على رجال الفلايك، بالإضافة إلى ما يشترونه من دقيق من محلات القرى لعمل خبز الدوكة، وما لديهم من تموين جلبوه معهم كالعدس والأرز والعسل الأسود، كما أن مالك أو ريس سفينة الشراع هو الذي يتكفل بمصاريف الصيادين، ويمدهم بعدة الصيد من شباك وسنانير وخيوط وصفائح التعبئة والملح المستخدم في حفظ الأسماك المصطادة، فهي بذلك السفينة الأم، وتقسم الأرباح مناصفة بين صاحب الشراع والفلايك، وإذا كان الصيد وفيرا فإن الصفائح يمكن أن تنقل من سفينة المخزن إلى أي سفينة مبحرة إلى أسوان، ويتوقف طول موسم الصيد على كمية الملح التي في حوزة السفينة الأم، فإذا فرغت يمكن أن يتوقف الصيد، أو يستمر إذا حصل على كمية أخرى من الملح.
وسائل الصيد وأنواع السمك
يتم الصيد بأنواع من الشباك غالبها من النوع ذي العيون العادية لصيد الأسماك الكبيرة، ونوع صغير العيون يسمى «شق» لصيد الأسماك الصغيرة التي تستخدم كطعم للسنانير، أما المحايرة فهي طريقة صيد بالسنانير الكثيرة تثبت في خيط طويل يوضع عند فتحات الأخوار الضيقة، ثم يضرب شخص ثالث في آخر الخور الماء بعصا أو حجارة، فتهرب الأسماك في اتجاه المصب ليعلق كثير منها في السنانير، وكذلك يمكن الصيد في النهر بالسنارة والشبكة. وأنواع الأسماك هي: بياض، مشط، جرجور، ساموس، بقرة - في الغالب هي ما نعرفه باسم البلطي - وقرموط، وشلبة، وخشم النبات واسمه بناني وهو نوع سمين، وأكبر الأنواع الساموس والبقرة والبياض، وربما بلغ الواحد منها مترين طولا، بينما معظم الأسماك تكون في حدود نصف المتر، والجرجور في حدود 30سم، ويصطادون أيضا سمك السير الذي يشبه السردين والراية، وهما بالإضافة إلى الشلبة سمك الملوحة الجيدة، أما الأسماك الكبيرة فتصلح للقلي، وترسل مع البوستة إلى أسوان، كما يباع جانب منه في الأسواق المحلية، وبعض أسماك الراية الكبيرة الحجم تنظف وتملح وتعلق في الهواء والشمس، ويباع مجففا في النوبة أو ينقل إلى أسوان.
موسم الصيد
يستمر موسم الصيد نحو خمسة أشهر من مايو إلى سبتمبر يعود بعدها الصيادون إلى الصعيد، وبعضهم يعودون مرة أخرى بعد بضعة أسابيع يقضونها مع ذويهم في الصعيد، وهؤلاء يتركون قواربهم عند سكان المنطقة التي يمارسون فيها السماكة ليعاودوا الصيد مع ارتفاع منسوب بحيرة الخزان، وفي هذه الحالة يكون معظم الصيد شاطئيا، وهم في الأغلب مرتبطون بمتعهدي توريد أسماك طازجة للمدارس ومعاهد المعلمين وبعض المؤسسات الحكومية في النوبة. (8) صناعة الفحم النباتي
صناعة الفحم النباتي هي من الحرف الجانبية التي لا يقوم بها سكان النوبة، بل هي أيضا حكر على أبناء الصعيد، مثلها في ذلك مثل صيد السمك ونقر الأرض وإعدادها للزراعة. ولأنها حرفة ثانوية فإننا نرى القائمين بها من الصعايدة يقومون بأعمال أخرى في مواسم العمل، وخاصة الزراعة سواء كانت في الأراضي التقليدية أو أراضي مشروعات الري المنتشرة في أماكن مختلفة من النوبة.
مثال ذلك أحد العاملين في صناعة الفحم في كورسكو، هو أصلا من المطاعنة مركز إسنا، وجاء إلى كورسكو قبل 17 سنة - من تاريخ دراستنا في كورسكو يناير-فبراير 1963م - ثم تزوج سيدة من شاتورمة - شمال كورسكو بعدة كيلومترات - ولا تزال تقيم هناك وهو يتردد بين الحين والآخر على شاتورمة، لكنه يقيم معظم السنة في كورسكو، هذا الشخص يقوم بعمل الفحم النباتي في كورسكو وأبو حنضل والسنجاري، ويذهب أحيانا في الشتاء إلى أرض الري الدائم في المشروعات الزراعية في الدكة أو العلاقي، أو مشروعات الزراعة في الجنوب مثل أرمنا، وهو في الصيف يمارس إعداد الأرض للزراعة في كورسكو، وأثناء ذلك يقوم بعمل الفحم.
يبدأ عمل الفحم بالاتفاق على شراء أشجار السنط من ملاكها، ويتحدد ثمن الشجرة على عدة أسس، منها حجم وعمر الشجرة، وما إذا كانت نابتة في تربة جيدة أو حجرية؛ لأن هذا يؤثر على نوعية الخشب وقابليته بعد الاحتراق على إنتاج كمية كبيرة أو صغيرة من الفحم، ولهذا يتراوح تقدير سعر الشجرة بشدة بين حدين: أدناه عشرة قروش، وأعلاه مائة وخمسون قرشا!
من الذي يشتري الأشجار؟ إنهم مجموعة من التجار المتخصصين، يأتون من أسوان والصعيد إلى بلاد النوبة للاتفاق على شراء أعداد من الأشجار في نواح متعددة، ثم يتفق مع عدد من الصعايدة، سواء المقيمون أو من يأتون من قرى الصعيد بالاتفاق، وهؤلاء هم الذين يقومون بقطع الأشجار وعمل الفحم، وربما ساهم بعض النوبيين في عملية قطع الشجر إذا كانوا قد تعودوا على ذلك من قبل - لكن الأغلب أنهم لا يساهمون في عملية الحريق.
Page inconnue