Voyage dans la pensée de Zaki Najib Mahmoud
رحلة في فكر زكي نجيب محمود
Genres
محاضرة بعنوان: «طريقنا إلى فلسفة عربية» ألقاها في الموسم الثقافي لجامعة الكويت في العام الجامعي 68 / 1969م. (2)
محاضرة بعنوان: «التحول العلمي وأثره في حركات الشباب وحياة القلق»، ألقاها في رابطة الاجتماعيين عام 1969م. (3)
محاضرة بعنوان: «التكنولوجيا والحريات الأساسية»، ألقاها في الموسم الثقافي لرابطة الاجتماعيين عام 1970م. (4) «التكنولوجيا كإحدى تحديات العصر»، محاضرة ألقاها في الموسم الثقافي الثالث لرابطة الاجتماعيين عام 1970م. (5) «دور بعض الشخصيات العربية في زيادة الفكر الإسلامي»، ألقاها في الموسم الثقافي لعام 1971م. (6) «الخصائص الحضارية للمجتمع المصري»، ألقاها في الموسم الثقافي الخامس لعام 1972م. (7) «دور المفكر المعاصر في التنمية والتطور الحضاري»، ألقاها في الموسم الثقافي لعام 1973م. (8)
مجموعة لقاءات فكرية مع الأستاذ «رمضان لاوند» في برنامجه الإذاعي «حول الفكر العربي المعاصر» عام 1973م.
23
وإذا نظرنا نظرة فاحصة إلى هذه المحاضرات لوجدنا أنها عرضت الكثير من أفكاره، التي ظهرت بعد ذلك في مشروعه الثقافي الذي عرضه في الثلاثية؛ فالمحاضرة الأولى «طريقنا إلى فلسفة عربية» موجودة بنصها في ثلاثين صفحة (257-287)، في كتابه «تجديد الفكر العربي» تحت عنوان «ثنائية الأرض والسماء».
وقد بدأ في هذه المحاضرات بالحديث عن شيوع كلمة «الفلسفة» على ألسنة المثقفين، وطالب بتحديدها لكي نفهم بوضوح ما الذي نعنيه بقولنا «فلسفة عربية»، وأوضح وسيلة، في رأيه، لتحديد معنى الفلسفة أن نفرق بين مستويات ثلاثة للإدراك؛ ففي المستوى الأول نعيش مع الأشياء من حولنا على نحو مباشر، بحيث ندركها بحواسنا: نراها ونلمسها ... إلخ، أما في المستوى الثاني فنحن نحاول الوصول إلى قوانين عامة، تضبط تلك الجزئيات التي خبرناها خبرة مباشرة في المستوى الأول، وتلك مرحلة العلوم المختلفة، أما في المستوى الثالث فنحن نبحث عن مبادئ مشتركة بين هذه القوانين، وربما وجدنا أنها ترتد كلها في آخر الأمر إلى مبدأ واحد عام وشامل، وهذه العملية الفكرية هي «الفلسفة»، لكن الفلسفة لا تقتصر في عملها على استخلاص المبادئ المتضمنة في الفكر العلمي، بل يمتد هذا النشاط إلى الثقافة السائدة، فتكون مهمة الفلسفة في هذه الحالة «استخراج ما هو مضمر في أحكامنا وأفكارنا واعتقاداتنا، لتنقلها من حالة الكمون إلى حالة الإيضاح والإفصاح والعلانية، لتسهل رؤيتها ومناقشتها»، ثم راح مفكرنا يضرب بأدواته التحليلية في ثقافتنا؛ ليستخرج لنا الأسس الكامنة في أفكارنا وسلوكنا، ثم صاغ هذه الأسس في «فلسفة عربية مقترحة» سوف نعرض لها بعد قليل.
وفي المحاضرة الثانية عن «التحول العلمي وأثره في حركات الشباب»، يبدأ كعادته، بتحليل مصطلح «الشباب»، فيعرفه بأنه يعني «الجماعة الذين بلغوا وعيهم في الخمسينيات والستينيات، وهؤلاء هم الذين نتحدث عنهم».
24
لكنه يعود فيطرح مشكلة جديدة وهي أن الذين نشئوا في هذه الفترة فئات كثيرة جدا، منهم العمال، ومنهم الموظفون، ومنهم الطلاب ... إلخ؛ ومن ثم فلا بد من تحديد أكثر لهذا المصطلح، وفي النهاية يختار فئة واحدة هم الطلبة. أما الحكمة في هذا الاختيار؛ فهي أن الطلبة يمثلون نقطة تقاطع لجميع فئات المجتمع: فهناك الطالب ابن العامل، وهناك الطالب ابن الوزير، وهناك الطالب ابن التاجر، وابن الطبيب ... إلخ، وهم يجلسون جميعا جنبا إلى جنب، يجمع بينهم عنصر مشترك هو أنهم «طلبة»، وفضلا عن ذلك فالطلبة فئة تستهلك ولا تنتج، وهي تقريبا، الفئة الوحيدة في المجتمع التي تستهلك فقط، ومن ثم فالطالب يعيش حياته بغير مشكلات، كما يتعرض له رجل العمل من ضغوط؛ ولهذا فهو يستطيع أن يعطيك الفكرة الواضحة.
Page inconnue