226

زائرهم ، ومحبهم ، وخديمهم ، ومتشبثهم ، هو منهم ، فإن هذا الولي قد ظهر أمره في الأفاق ، واشتهر سره في الأقطار والرفاق ، وتقوى نوره في عصره إلى زماننا هذا بل علمه وأسراره قد عمت مشارق الأرض ومغاربها فصار مغيثا ومعينا لكل من التجأ إليه نعم إليه يهرع المنكسرون على انه حصن للضعفاء والمساكين لأنه يأخذ بيد الجميع ولم تر في الناس من رفيق ، أولى منه في إصابة الحق وبيان الطريق ، ولا أدخل في أتباعها بل أجد في بيان البدع المضلة ، ودسائس اللعين المعلة ، حتى جمع بين الشريعة والحقيقة جمعا متواطئا فالملازم لتآليفه بصدق التوجه وخلوص الاعتقاد يشرح الله نوره للإسلام فحينئذ يكون على نور من ربه وبالجملة هو طبيب نبوي ، وترياق رباني ، يعلم ذلك من شمر أزاره لمطالعة أحواله وأسراره وتوجهاته وكلامه في سائر تأليفه لأن تآليفه تكاد أن تكون معجزة إذ لا يقدر ولا يستطيع أحد أن ينقل كلامه ولا يسلمه إلا من طبع على قلبه إذ هو لسان الحق وعين التحقيق فلم يبق لمن كانت بصيرته نافذة إلا سلوك طريقه لتستنير سريرته وتعلو همته ويظهر أمره عند الأكوان فيكون شمسا لها وغيثا لقلوبها ودواء لعللها فيرحم الله به أمة ضعيفة ويسقي به قلوبا ضمآنة من لم يصبها وابل فطل ويغني أشخاصا فقيرة ويعز أناسا ذليلة ويجبر أفئدة كسيرة (1) فإن الشيخ المستمد منه بحر المعارف وسلطان العوارف إذ هو حجة الله في أرضه فمن يصل إليه ويستعن به يعن به (2) على أموره الظاهرة والباطنة وينتصر على أعدائه وذلك مجرب عند العباد كلهم بل قد أرتفع صيته عند العامة والخاصة فهو كعبة الزوار ، وحرم الأنوار ، ومعدن الأسرار ، جعله الله لنا ولذريتنا ولطلبتنا ، وكل من تعلق بنا ذخرا في دنيانا وذخرا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

Page 243