211

عالي المقامات من أجل تلامذة سيدي أحمد بن عروس نزيل تونس والغالب عليه الجذب في أول أمره وآخره وله تصرف قوي ويؤثر عند أهل البلد من تصرفاته آثار كثيرة يطول استقصاؤها وأخباره في قهر الجبابرة وفك الأسارى من أيدي الفرنج في حياته وبعد مماته شهيرة وهو من بلدة يقال لها الفواتر وأمه مغربية درعية (1) ولم تزل هذه البلدة التي هو منها مأوى الصالحين ووكر العابدين من قديم الزمان تواتر عند أهل البلد أنها لا تخلو من سبعة من أكابر الصالحين قالوا وهم ظاهرون بها حتى الآن وليس عليهم سمة متفقرة الوقت بل هم على هيئة العوام في ملابسهم ومساكنهم وحرفهم إلا أنهم قائمون على منهاج الشريعة وكل من رام أهل هذه البلدة بسوء يقصمه الله ولا يدخلها أحد بتجبر وتكبر إلا أذله الله ويذكر عن أهلها كرامات كثيرة.

قال وقد ذكر لي بعض الإخوان أن سيدي عبد الحفيظ قدم لزيارة أهل هذه البلدة ومعه بشر كثير كما هو شأنه إذا خرج فلما قرب من البلد نزل عن فرسه ومشى راجلا متواضعا إلى أن زار وخرج فقيل له في ذلك فقال لو دخلتها على الحالة التي كنت عليها خارجا من الركوب كهيئة المتبوع تخشيت على نفسي أو كلاما هذا معناها وبلدة الفواتر هذه بإزاء زاوية سيدي عبد السلام قريب منها بنحو من فرسخين (2) وفيها مزارات كثيرة للأحياء والأموات.

لطيفة أخبر الإمام العياشي في رحلته أنه أخبره أخوه في الله المجذوب السالك سيدي أحمد بن محمد بو نجيب (3) انه لما حدج بقي أمام النبي صلى الله عليه وسلم

Page 228