والخاصة والأفاضل والأوباش من النساء والرجال حقق الله لنا بركة الجميع بمنه وكرمه هذا وأن التعبير عما سبق لهذه المدينة من الفضل والاعتبار ، والاشتغال بالعلم والأذكار ، ومن كان فيها من المقربين الأخيار ، أفاض الله علينا من بركاتهم ، ورزقنا من نفحاتهم ، التعبير (1) والتفوه بمحاسن أهلها وما فيها من البساتين المنتخبة ، والأشجار الطيبة ، والأحوال المزخرفة ، والأبنية المشرقة ، العالية الشامخة المتلطفة ، فالاليق (2) الضرب عنه صفحا ، والطي عنه كشحا ، بعد الاغتنام بما هو مقصود بالذات الذي هو الاقتباس من أنوارهم والتحلي بحللهم والاستمداد من مددهم (3) الذي كان سابقا ولا حقا بحسب الزمان والمكان والأشخاص والأنواع فجدير أن يكون لنا نصيب من ارض الكرام [أمر محقق وحال مشهور] (4) نعم قد ظعنا بعد التمكين والاستيفاء من أهلها ما قدر لنا حسا ومعنى إلى القرية الطيبة الشريفة بتربة صاحب النبي المختار صلى الله عليه وسلم وسيدنا ومولانا ذي الفضل والمجد الأثيل عقبة بن نافع القرشي الخ فلما وصلنا إليها نزلنا تحتها وفرغنا من أشغالنا المتعلقة بالنزول من بناء الخيام وحط الرحال ورعي الإبل والصلاة وشروطها إذ نزلنا فيها عند الظهر أوائل رجب سنة 1179 تسع وسبعين ومائة وألف ذهبنا إلى زيارة المشار إليه ذي الأنوار ، التي أقتبسها من صحبة النبي المختار ، صلى الله عليه وسلم وكرم فكان الفتح منه لأنه باب الله الأعظم ، وسلمه المضيء الأفخم ، وقد قال تعالى وأتوا البيوت من أبوابها وهو أحسن الأبواب والوسائل على أننا قد اعتصمنا بالعروة الوثقى وإن كان معنا بعض سيء الأدب معه لأن من أساء الأدب مع واحد
Page 144