350

* [ذكر المدينة المنورة]

وفي ضحى يوم الاثنين الثامن والعشرين من ذي الحجة ، وصلنا إلى معهد الفضائل المشهورة ، ومعقد ألوية الدين المنشورة ، ومحتد المآثر المذكورة المأثورة ، مجمع محاسن الدارين ، ومنبع مفاخر العصرين ، ومطلع سعادة الثقلين. روضة أزهار الأنام (1)، ومشرق أنوار بدر التمام ، وحمى كرم ما حام حوله حام ، ولا سام بصفقته سام ، حمى آدم فآدم عيشه القشف (2) بإكرام ، وأولاه مناه ، ولولاه لاستمر أذاه ودام ، ولا غرو أن كان أباه وقد أسماه عليه الله (3)، فالنور من النبت ، والقطر من الغمام. كم حوى من فخر محل حواه ، كم نال من أثر آثر رؤاه (4)، علا على كل شرف شرف (5) إليه منتماه ، بل علت به الوهاد على الآكام. محل (6) غدا لبدر الفضائل هالة ، منزل إن نازله وصاف بالوصف هاله ، قصاراي (7) القصور ولو كنت ابن أبي هالة (8)، وضجت من طول وصفي الأقلام. لولا شرفه أطرق طرف (9) الأماكن ، ولولا كرمه لم تكن

انظر الروض الأنف 2 / 216.

Page 419