348

«من طريق الطائف عن طريق عرفة أحد عشر ميلا». (1) وهو الصواب ، وقد تقدم بيان ذلك ، والله الموفق.

وقد قضى الله بأني لم ألق بمكة شرفها الله من يؤخذ [107 / ب] عنه علم لشغلي في تلك الأيام بأمور الحج ، مع رجائي في الإقامة ، فلم أعط البحث حقه. وصادفت الشيخ محب الدين الطبري وهو باليمن لم يحج في هذه السنة ، وذكر لي بها شخص يعرف بالفاروثي (2)، وفاروث قرية من قرى بغداد على ما حكي لي عنه ، وهو ممن طالت صحبته للشيخ الفاضل شهاب الدين أبي حفص السهروردي (3) رحمه الله فحرصت على لقائه ولم يقض لي بذلك ، وسافر بعد انقضاء الموسم. وبالجملة فقد ضعف العلم بتلك (4) البلاد لضعف العيش بها ، والناس مع الدنيا وصاحبها ، والحكم لله مدبر الأمور.

وبعد ما تقدم ذكره سافرنا من خليص قافلين على طريقنا المتقدم إلى بدر ، وكان قد خطر لصاحب الركب المصري أن ينفذ إلى مصر دون زيارة فشق (5) على كثير من الناس (6)، وعظم الأمر علي لأن كرائي كان من أهل مصر ؛ ثم يسر الله من ألطافه أن كان من الناس من قبح عند صاحب الركب

Page 417