135

على السود ، فوفى لفظ الغرابيب حظ المعنى في زيادة الوصف ، ووفى ذكر السود مفردا من الإتباع حظ اللفظ ؛ إذ جاء مجردا على صورة البيض والحمر فاتسقت الألفاظ كما ينبغي ، وتم المعنى كما يجب ، ولم يخل بواحد من الوجهين ، ولم يقتصر على الغرابيب ، وإن كانت متضمنة لمعنى السود ؛ لئلا تتنافر الألفاظ ، فإن ضم الغرابيب إلى البيض والحمر ، ولزهما في قرن واحد : [البسيط]

كابن اللبون إذا مالز في قرن

.................................

(1) وذلك غير مناسب لتلاؤم الألفاظ وتشاكلها وجريها في سنن الاتفاق ، وبذكر السود وقع (2) الالتئام ، واتسق نسق النظام وجاء اللفظ والمعنى في درجة التمام ، وهذا لعمر الله من العجائب التي تكل دونها العقول ، ويعيا بها اللسن (3) فلا يدري ما يقول ، والحمد لله على حسن عونه.

ومر لهم في دولة «الموطأ» حديث ابن عمر رضياللهعنه في «من نسي صلاة (4) فلم يذكرها إلا وهو وراء الإمام (5)» فقال في الكلام عليه : سمعت

Page 192