Richard Feynman : sa vie dans les sciences

Thomas Paine d. 1450 AH
91

Richard Feynman : sa vie dans les sciences

ريتشارد فاينمان: حياته في العلم

Genres

15

معلومة في جميع كتب العالم في ذلك الوقت، وقدرها حينئذ بما يقرب من 24 مليون مجلد. وفي هذه الحالة، ولكي نخزن جميع المعلومات الواردة في جميع كتب العالم سوف نحتاج فقط إلى مكعب من المادة تقل مساحة كل وجه من أوجهه عن واحد على مائة من البوصة، وهو ما يعادل في صغر حجمه حجم ذرة غبار لا تكاد ترى بالعين المجردة! حسنا، الآن اتضحت الصورة.

أراد فاينمان استكشاف جميع احتمالات استخدام المادة عند مستوى الذرة، وهو نطاق، على حد وصفه، يقترب من كونه يستعصي على الإدراك. علاوة على ذلك، وفي موقف يعبر عن إخلاصه لحبه الأول (حسب وصفه في خطابه بحفل جائزة نوبل)، كان أكثر ما أثاره أنه بمجرد أن يبدأ العلماء في التفكير الهندسي عند هذا المستوى، لا بد أن يواجهوا مباشرة بواقع ميكانيكا الكم. وبدلا من بناء الماكينات التقليدية، سيكون عليهم البدء في التفكير في آلات تعمل بتكنولوجيا الكم! وهذا سبيل لدمج عالم الكم بعالم التجارب الإنسانية. فما الذي يمكن أن يكون أكثر إثارة من هذا؟

لقد اعتراني الذهول وأنا أعيد قراءة خطابه، بسبب سبقه المثير للإعجاب لعلماء عصره. فكثير من الاحتمالات التي وصفها تحققت الآن وصارت أحداثا مررنا بها، حتى وإن لم تكن مطابقة تماما لتخيله، وعادة ما كان عدم التطابق يأتي نتيجة لعدم امتلاكه للبيانات الضرورية في ذلك الحين كي يكون تخيله صحيحا. ومرة أخرى، ومع أنه ربما لم يحل جميع المشكلات بصورة مباشرة وشخصية، فإنه كان يطرح تساؤلات صحيحة ويفصل التطورات التي صارت قمة التكنولوجيا بعدها بنصف قرن، وتخيل أيضا المبادئ التي ربما كانت تشكل أساس التكنولوجيا خلال الخمسين عاما المقبلة. وهذه بعض الأمثلة: (1)

كتابة جميع الكتب الموجودة على سطح كوكب الأرض فوق ذرة غبار:

إلى أي مدى وصلنا في تحقيق هدف تخزين جميع كتب العالم فوق ذرة غبار؟ عندما كنت أدرس في جامعة ييل عام 1988، اشتريت ما كان يعد وقتها أكبر «قرص صلب» في قسم الفيزياء. كانت سعته 1 جيجا بايت، وكان سعره وقتها 15 ألف دولار. واليوم أمتلك شريحة ذاكرة بحجم دبوس مشبك الأوراق أحتفظ بها في سلسلة مفاتيحي. إن سعتها 16 جيجا وثمنها 49 دولارا لا غير. وأمتلك قرصا صلبا خارجيا متنقلا سعة تخزينه 2 تيرا بايت (أي ألفي جيجا بايت) لاستخدامه مع جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي وثمنه 150 دولارا، وبهذا يمكنني الآن شراء سعة تخزين توازي ألفي ضعف سعة التخزين التي كانت لدي وبسعر يبلغ واحد من مائة من سعرها فيما مضى. ويعادل تقدير فاينمان لل 10

15

بت التي تستوعب جميع كتب العالم وقتها حوالي 100 تيرابايت، أو ما يقرب من خمسين قرصا صلبا متنقلا مثل الذي لدي. وبطبيعة الحال، فإن معظم المساحة المتاحة على تلك الأقراص ليست مخصصة للتخزين وحسب، وإنما لآلية القراءة أيضا، ولواجهات التعامل مع الكمبيوتر، ولوحدات الإمداد بالطاقة. وعلاوة على ذلك، لم يبذل أي شخص أي جهد في تصغير حجم التخزين أكثر من الحجم الذي يلائم جهاز كمبيوتر محمول. فنحن لسنا قادرين بعد على تخزين كميات كبيرة من المعلومات عند نطاق يعادل حجم الذرة، لكننا الآن بعيدون عن ذلك بمعامل يقدر فقط بنحو ألف.

في عام 1965 طرح جوردون مور، وهو أحد مؤسسي شركة إنتل للمعالجات، «قانونا» ينص على أن السعة المتاحة للتخزين وسرعة الحاسبات تتضاعف تقريبا مرة كل اثني عشر شهرا أو نحوها. وعلى امتداد الأربعين عاما الماضية تحقق هذا الهدف أو تم تجاوزه مع مواصلة التكنولوجيا ملاحقة الطلب. وهكذا، إذا علمنا أن 1000 = 2

10 ، فبإمكاننا القول إننا نبعد عشرة أعوام عن تحقيق هدف فاينمان، ليس فقط بكتابة جميع كتب العالم على رأس دبوس وإنما أيضا بقراءتها. (2)

Page inconnue