قال: ودقيقها مثلها؛ لا يحل دقيق القمح بالقمح ولا بالشعير ولا بالسلت ولا بالعلس، إلا كيلا بكيل، مثل بمثل، يدا بيد، وكذلك دقيق الشعير ودقيق السلت ودقيق العلس بالقمح، وبدقيق القمح، ولا يحل إلا مثلا بمثل يدا بيد، فأما السويق والحريرة والخبز المصنوع، فلا بأس بذلك كله بالدقيق وبالقمح وبالشعير والسلت والعلس متفاضلا يدا بيد؛ لأن الصنعة قد دخلت الخبز، والسويق، والحريرة، فحل بذلك الفضل فيما بينهما في البيع، وأما الدقيق بالعجين؛ فلا يحل إلا مثلا بمثل، يدا بيد على التحري إن أحيط بمعرفته وتحريه؛ لأن العجين ليست صنعة، ولا بأس بالعجين بالخبز متفاضلا، ولا يجوز الخبز بالخبز إلا مثلا بمثل على التحري، وإن اختلفت نقاوته، أو صنعته، أو لينه وشدته، أو غلظه ورقته، أو يبسه ورطوبته، واختلف أصله؛ فكان بعضه من قمح، وبعضه من شعير، أو من سلت، أو من علس، ذلك كله سواء، لا يحل إلا مثلا بمثل على التحري فيما يستطاع تحريه، ولا يحل وزنا بوزن؛ لأن بعضه أرطب من بعض، فهو يختلف في الوزن، فيدخله التفاضل.
قال: ولا يحل السويق بالحريرة متفاضلا، ولا يحل إلا مثلا بمثل، لأن الأصل واحد والمنفعة واحدة، ولا يحل الفريك بالقمح اليابس وإن كان كيلا بكيل؛ لأنه إذا جف نقص فيصير متفاضلا.
Page 90