115

Révéler les bénédictions dans les signes de l'heure, les batailles et les tribulations

كشف المنن في علامات الساعة والملاحم والفتن

Maison d'édition

مكتبة عباد الرحمن،جمهورية مصر العربية،دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

الفصل الثاني الفتن
خلق اللَّه تعالى آدم ﵇ في أحسن تقويم، ونفخ فيه من روحه وأسكنه جنته، وبعد أن وسوس الشيطان له ولزوجه حواء في الجنة، وفشلا في الامتحان بعد أن نهاهما ربهما تعالى عن الأكل من الشجرة، أنزلهما إلى دار الابتلاء والكدح ليختبرهما من جديد وذريتهما في رحلة الحياة المضنية، بعد إنزاله تعالى لمنهجه في الأرض وإرساله الرسل والأنبياء كمرشدين ومنذرين، وعلى هذا الأساس فإن وجودنا على هذه الأرض محض ابتلاء وامتحان، قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الملك: ٢] وقال تعالى ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الكهف: ٧] إذًا فكل ما حدث ويحدث للإنسان في مضمار حياته، هو فتنة وابتلاء واختبار حتى الخير والشر والسراء والضراء، قال تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء: ٣٥].
الفتنة لغة واصطلاحًا
الفتنة لغة: الفتن جمع فتنة، وأصل الفتنة في كلام العرب: الامتحان والاختبار (١)
وفى الاصطلاح: هي المحنة والعذاب والشدة وكل مكروه وآيل إليه كالكفر والإثم والفضيحة والفجور والمصيبة، فإن كانت من اللَّه تعالى فهى

(١) فتح الباري: ١٣/ ٣.

1 / 117