92

Réponse aux objections égyptiennes sur la fatwa Hamawiyya

جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية

Enquêteur

محمد عزير شمس

Maison d'édition

دار عطاءات العلم (الرياض)

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Lieu d'édition

دار ابن حزم (بيروت)

Genres

تُسْمِعُ الْمَوْتَى﴾ [النمل/ ٨٠].
وفى الصحيحين (^١) عن عروة بن الزبير قال: ذُكِر عند عائشة أن ابن عمر يرفع إلى النبي ﷺ "إن الميت يُعذَّب في قبرِه ببكاء أهلِه عليه"، فقالت: وهلَ، إنما قال رسولُ الله ﷺ: "إن السر ليُعذَّبُ بخطيئتِه أو بذنبِه وإن أهلَه ليبكون عليه الآن"، وذلك مثل قوله: إن رسول الله ﷺ قال على القليب يومَ بدرٍ وفيه قتلَى بدرٍ من المشركين، فقال لهم ما قال: "إنهم ليسمعون ما أقول"، وقد وهلَ، إنما قال: "إنهم ليعلمون الآن أن ما كنتُ أقول لهم حق"، ثم قرأت: ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى﴾ [النمل/ ٨٠]، ﴿وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ﴾ [فاطر/ ٢٢]، يقول: حين تبوَّأوا مقاعدهم من النار.
وفي لفظ البخاري (^٢) عن نافع أن ابن عمر أخبرهم اطَّلعَ النبيُّ ﷺ على أهل القليب فقال: "وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا؟ "، فقيل له: تدعو أمواتًا! فقال: "ما أنتم بأسمعَ منهم، ولكن لا يُجيبون".
ومن المعلوم أن سَمْع الموتى قد ثبت بنصوص متواترة من حديث أنس وغيرِه، مثل قوله في الحديث المتفق عليه (^٣): "إنه يسمعُ قَرْعَ نِعالهم حينَ يُولُّون عنه مُدبِرين"، وقوله في حديث ثابت: "ما من رجلٍ يَمرُّ بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيُسلِّم عليه، إلّا ردَّ الله عليه روحَه حتى يَرُدَّ ﵇" (^٤)، وقوله: "ما من رجلٍ يُسلِّم عليَّ إلَّا ردَّ الله

(^١) البخاري (٣٩٧٩) ومسلم (٩٣٢).
(^٢) رقم (١٣٧٠).
(^٣) البخاري (١٣٣٨، ١٣٧٤) ومسلم (٢٨٧٠) عن أنس.
(^٤) أخرجه ابن عبد البر في الاستذكار ١/ ٢٣٤ عن ابن عباس. وصححه عبد الحق =

1 / 73