158

Réponse au Dr. Abdul Wahid Wafi dans son livre Entre chiites et sunnites

الرد على الدكتور عبد الواحد وافي في كتابه بين الشيعة وأهل السنة

Maison d'édition

إدارة ترجمان السنة

Lieu d'édition

لاهور - باكستان

Genres

خالقون لأعمالهم، وهو القول الذي انحرف به المعتزلة عن الاعتقاد السليم" (١).
ومن المؤسف حقًا أن الشيخ لا يعلم وهو في هذه المنزلة من العلم وتلك المرحلة من العمر، وبهذه الجرأة في الإقدام على الكتابة لتبرئة الشيعة ما لزمهم من العار والشنار، والقول بالباطل: إن الشيعة اتقوا انحراف المعتزلة بأن العباد خالقون لأعمالهم ذلك القول الذي انحرف به المعتزلة عن الاعتقاد السليم، بل وقعوا في عين ذلك الانحراف كما نقلنا عن الحر العاملي صاحب موسوعة حديثية شيعية كبرى (وسائل الشيعة) حيث يقول:
مذهب الإمامية هو عين مذهب المعتزلة في أفعال العباد، وهذا هو نص عبارته في كتابه (الفصول المهمة في معرفة أصول الأئمة) تحت الباب السابع والأربعين:
إن الله خالق كل شيء إلا أفعال العباد: أقول: مذهب الإمامية والمعتزلة أن أفعال العباد صادرة عنهم وهم خالقون لها" (٢).
وقد أقر بذلك شيخ الشيعة المفيد في كتابه (أوائل المقالات) تحت باب: القول في العدل والخلق، بعد نفي خلق الأفعال عن الله تعالى:
وعلى هذا القول جمهور أهل الإمامة، وبه تواترت الآثار عن آل محمد ﷺ، وإليه يذهب المعتزلة بأسرها إلا ضرارًا منها وأتباعهم وخالف فيه جمهور العامة (أي أهل السنة) وبقايا من عددناهم (٣).
ونقل هذه العقيدة عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية والشاه عبد العزيز الدهلوي في (التحفة الاثنى عشرية) وغيرهم من علماء أهل السنة والجماعة الذين كتبوا في الرد على الشيعة.
وهذه هي العقيدة المنقولة المتوارثة عن الشيعة قديمًا وحديثًا، وقد تجاهلها الدكتور وافي.

(١) بين الشيعة وأهل السنة ص٥٩
(٢) الفصول المهمة ص٨٠، ٨١
(٣) أوائل المقالات في المذاهب والمختارات ص٦٣، ٦٤

1 / 163