157

Tawjih al-Mutashabih al-Lafzi fi al-Quran al-Karim ‘inda al-Mufassirin - Dirasah fi Tafsiri al-Razi wa al-Alusi

توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم عند المفسرين - دراسة في تفسيري الرازي والألوسي

Genres

أدلته العقلية وحججه اليقينية كما يشعر به ظاهر قوله تعالى: ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس﴾ (^١)، ويكون الاقتصار على المتقين هنا بناء على تفسيرنا الهداية مدحًا لهم ليبين سبحانه أنهم الذين اهتدوا وانتفعوا به كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يخشاها﴾ (^٢)، مع عموم إنذاره ﷺ وأما غيرهم فلا ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ القرءان جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الذين لَا يُؤْمِنُونَ بالاخرة حِجَابًا مَّسْتُورًا﴾ (^٣)، و﴿لا يَزِيدُ الظالمين إَلاَّ خَسَارًا﴾ (^٤)، وأما القول بأن التقدير هدى للمتقين والكافرين فحذف لدلالة المتقين على حد ﴿سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحر﴾ (^٥)، فمما لا يلتفت إليه هذا» (^٦). فقول الإمام الألوسي في التوجيه: «وأما القول بأن التقدير هدى للمتقين والكافرين فحذف لدلالة المتقين على حد ﴿سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحر﴾ (^٧) فمما لا يلتفت إليه هذا» هو أحد الرأيين اللذين ذكرهما الإمام الأنصاري. فقد قال الإمام الأنصاري: «فإِن قلتَ: كيف قال: (هُدَىً لِلمُتَّقِينَ (وفيه تحصيلُ الحاصل، لأن المتقين مهتدون؟ قلتُ: إنما صاروا متَّقينَ باستفادتهم الهُدَى من الكتاب، أو المراد بالهدى الثباتُ والدوام عليه. أو أراد الفريقين واقتصر على المتقين، لأنهم الفائزون بمنافع الكتاب، وللِإيجاز كما في قوله تعالى: ﴿سرابيلَ تقيكم الحرَّ ..﴾ (^٨)» (^٩).

(^١) سورة البقرة، الآية: (١٨٥). (^٢) سورة النازعات، الآية: (٤٥). (^٣) سورة الإسراء، الآية: (٤٥). (^٤) سورة الإسراء، الآية: (٨٢). (^٥) سورة النحل، الآية: (٨١). (^٦) روح المعاني، (١/ ١١٢، ١١٣). (^٧) سورة النحل، الآية: (٨١). (^٨) سورة النحل، الآية: (٨١). (^٩) كشف المعاني في المتشابه من المثاني (ص: ١٤).

1 / 158