بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو

Groupe d'Auteurs d. Unknown
73

بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو

بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو

Maison d'édition

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٢٥هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

(٥) وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ: «إِنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ فَثَارَ إِلَيْهِ النَّاسُ لِيَقَعُوا بِهِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: دَعُوهُ، وَأَهْرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ» (١) . قال الباجي - رحمه الله تعالى - عند شرح هذا الحديث: هذه سنة من الرفق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا سيما لمن قرب عهده بالإسلام، ولم يعلم منه الاستهانة به، فيعلم أصول الشرائع، ويعذر في غيرها، حتى يتمكن الإسلام من قلبه؛ لأنه إن أُخِذَ بالتشديد في جميع الأحوال خيف عليه أن ينفر قلبه عن الإيمان، ويبغض الإسلام، فيؤول ذلك إلى الارتداد والكفر الذي هو أشد مما أنكر عليه (٢) . (٦) وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ﵁ مَرْفُوعًا: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى» (٣) . (٧) وحديث عروة الفقيمي ﵁: «كُنَّا نَنْتَظِرُ النَّبِيَّ ﷺ فَخَرَجَ يَقْطُرُ رَأْسُهُ مِنْ وُضُوءٍ - أَوْ غُسْلٍ - فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ جَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " لَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِينَ اللَّهِ ﷿ فِي يُسْرٍ» ثَلَاثًا يَقُولُهَا (٤) .

(١) أخرجه البخاري في: ٨١ - الأدب، ٨٠ - باب قول النبي ﷺ: " يسروا ولا تعسروا " وكان يحب التخفيف على الناس ٥ / ٢٢٧١ (٥٧٧٧) . (٢) انظر: المنتقى ١ / ١٢٩. (٣) أخرجه البخاري في: ٣٩ - البيوع، ١٦ - باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع، ٢ / ٧٣٠ (١٩٧٠) . (٤) أخرجه أحمد في مسنده ٥ / ٦٩؛ وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ٢ / ٣٩٧؛ والطبراني في الكبير ٧ / ١٤٦؛ وأبو يعلى في ١٢ / ٢٧٤. وحسن الحافظ إسناده في الفتح ١ / ١١٧.

1 / 83