بوصف الواقع. ومن ثم تحده إمكانيات المشاهدة، فلا يتعرض لشيء خارج نطاقها، وما عدا ذلك فليس علما١.

كذلك إذا كانت المعرفة العلمية يجب التثبت من صحتها، فإن الوسائل المستخدمة في الحصول عليها يجب أن تكون موضع ثقة ويعول عليها. فإذا أدى تطبيق باحثين أكفاء مختلفين لوسيلة أو منهج ما إلى إعطاء نتائج مختلفة، فإن تلك الوسيلة لن يمكن التعويل عليها. لقد كانت الرغبة في الحصول على وسائل يمكن الاطمئنان إليها، ومحاولة التحقق من صحة المعرفة هما العاملان الرئيسيان وراء تبني الباحثين للمناهج الكمية.

١ Jacob Bronowski، The Common Sense of Science، "r" Cambridge ١٩٥٣، p. ٧٠، quoted by Dyke، p. ١٩٢; A. Brecht، Political Theory، op. cit.، p. ١١٤; Robert T. Holt، John E. Turner، eds.، The Methodology of Comparative Research op. cit.، p. ٢; J. Friedrich، Man and His Government، op. cit.، p. ٩.

ياسين خليل، منطق البحث العلمي "تحليل منطقي لأصول الفكر العلمي والطرق العلمية في ضوء النظريات المعاصرة، الجزء الثاني من نظرية العلم" بغداد ١٩٧٤، ص٣١٣.

٢- المنهجية:

يقال عن المعرفة: إنها منهجية، إذا كانت منظومة في هيكل واضح، ورتبت العلاقات الهامة التي تشتملها بشكل مفهوم. ولتوفير المنهجية يبحث العلماء عن أوجه التشابه والاختلاف والعلاقات المتبادلة والعلاقات السببية، ومحاولة الانتقال من الحقائق الفردية إلى الحقائق العامة، ومن المعرفة المبنية على حقائق متفرقة إلى معرفة أرقى للارتباطات القائمة بينها. إن المثل الأعلى للعلم هو تحقيق الترابط المنهجي للحقائق١.

١ Dyke، pp. ١٩٣-١٩٥، cf.، C. J. Friedrich op. cit.، pp. ١٨، ٢٤، ٣٣.