Recherche : Fondements théoriques et mise en œuvre pratique
البحث العلمى أساسياته النظرية وممارسته العملية
Maison d'édition
دار الفكر المعاصر-بيروت-لبنان-دار الفكر-دمشق
Numéro d'édition
الأولى-جمادى الآخرة ١٤٢١ هـ
Année de publication
أيلول سبتمبر ٢٠٠٠م
Lieu d'édition
سورية
Genres
المقدمات
المحتوى
...
المحتوى
الصفحة الموضوع
٥ المحتوى
١١ مقدمة الكتاب
١٥ محتوى تنظيم الكتاب
١٩ الباب الأول: العلم والتفكير العلمي
٢١ الفصل الأول: العلم والبحث العلمي
٢١ المبحث الأول: العلم ... ما هو؟
٢٤ المبحث الثاني: بين العلم والمعرفة
٢٨ المبحث الثالث: أهداف العلم
٣٠ المبحث الرابع: التفكير العلمي وخصائصه
٣٦ المحبث الخامس: تصنيف العلوم عند العرب
٣٩ المبحث السادس: قبسات علمية من التراث العربي
٥٢ المبحث السابع: العلم الحديث إحياء واجتهاد
٥٧ الفصل الثاني: الباحث والبحث العلمي
٥٧ المبحث الأول: قراءة تاريخية
٦٢ المبحث الثاني: الباحث العلمي وخصائصه
٦٦ المبحث الثالث: خصائص البحث العلمي
٧٤ المبحث الرابع: أنشطة البحوث
٨٣ المبحث الخامس: دور التراث العربي في إحياء البحث العلمي
٩٤ المبحث السادس: المنظور المعاصر للبحث العلمي
١٠٣ الفصل الثالث: المفاهيم والمصطلحات في البحث العلمي
١٠٣ المبحث الأول: المفهوم
١٠٧ المبحث الثاني: مفاهيم في البحث العلمي: المشكلة والفرضية
١١٤ المبحث الثالث: الملاحظة والحقيقة والنظرية
١١٩ المبحث الرابع: البناءات والمتحولات
١٢٥ الباب الثاني: مناهج البحث العلمي
١٢٧ الفصل الرابع: المناهج
١٢٧ المبحث الأول: تعريف بالمصطلحات
1 / 5
الصفحة الموضوع
١٣١ المبحث الثاني: الخلفية التاريخية لمناهج البحث العلمي
١٣٧ المبحث الثالث: قبسات منهجية من التراث العربي الإسلامي
١٤٦ المبحث الرابع: تصنيفات مناهج البحث العلمي
١٥١ الفصل الخامس: منهج البحث التاريخي
١٥١ تمهيد
١٥٣ المبحث الأول: منهج البحث التاريخي عند العرب
١٥٧ المبحث الثاني: مراحل البحث التاريخي
١٦٢ المبحث الثالث: نقد الوقائع والحقائق
١٦٦ المبحث الرابع: التركيب التاريخي
١٧٤ المبحث الخامس: إنشاء البحث التاريخي
١٧٧ المبحث السادس: تقويم منهج البحث التاريخي
١٨٣ الفصل السادس: منهج البحث الوصفي
١٨٣ تمهيد
١٨٤ المبحث الأول: منهج البحث الوصفي عند العرب
١٩١ المبحث الثاني: مراحل المنهج الوصفي
١٩٣ المبحث الثالث: أنماط البحوث الوصفية: الدراسة المسحية
٢٠٠ المبحث الرابع: دراسة العلاقات المتبادلة
٢١١ المبحث الخامس: الدراسات النمائية
٢١٥ المبحث السادس: تحليل المضمون
٢١٨ المبحث السابع: تقويم منهج البحث الوصفي
٢٢١ الفصل السابع: منهج البحث التجريبي
٢١١ تمهيد
٢٢٢ المبحث الأول: المنهج التجريبي عند العرب
المبحث الثاني: تعريف بالمصطلحات
٢٢٧ المبحث الثالث: المناهج التجريبية: المنهج التجريبي، المنهج التجربي التجريبي، المنهج التجريبي
٢٣٠ المبحث الرابع: البحث التجريبي وسماته العلمية
٢٣٣ المبحث الخامس: أسلوب البحث التجريبي
٢٣٦ المبحث السادس: التصميم التجريبي وقواعده
1 / 6
الصفحة الموضوع
٢٤٠ المبحث السابع: مراحل التصميم التجريبي
٢٤٢ المبحث الثامن: صياغة الفرضية من أجل التجريب
٢٤٤ المبحث التاسع: مشكلة التصميم والتفصيلات الإجرائية للتجربة
٢٤٩ المبحث العاشر: مرحلة النظرية
٢٥٢ المبحث الحادي عشر: تقويم منهج البحث التجريبي
٢٥٥ الباب الثالث: الطرائق الرياضية في البحوث العلمية
٢٥٧ الفصل الثامن: التحليل الإحصائي
٢٥٧ تمهيد
٢٥٩ المبحث الأول: جانب من علم الإحصاء: نظرية الاحتمالات
٢٦٢ المبحث الثاني: الأساليب الإحصائية: الأساليب الإحصائية الوصفية
٢٦٦ المبحث الثالث: الأساليب الإحصائية الارتباطية
٢٦٩ الفصل التاسع: الأساليب الرياضية الحديثة في البحث العلمي: "الأنظمة"
٢٦٩ تمهيد
٢٧٠ المبحث الأول: تعريف النظام
٢٧٢ المبحث الثاني: عناصر النظام والروابط بينها
٢٧٥ المبحث الثالث: المدخلات والمخرجات
٢٧٨ المبحث الرابع: منهاج تحليل النظم
٢٨٠ المبحث الخامس: أنواع الأنظمة
٢٨٢ المبحث السادس: استخدام الأنظمة
٢٨٧ الفصل العاشر: الأساليب الرياضية الحديثة في البحث العلمي: "النماذج"
٢٨٧ تمهيد
٢٨٨ المبحث الأول: تعريف النموذج
٢٩٠ المبحث الثاني: بناء النموذج
٢٩٢ المبحث الثالث: أنواع النماذج واستخدامها
٢٩٥ المبحث الرابع: النماذج الرياضية والتجريبية والطبيعية
٢٩٩ المبحث الخامس: أهمية النماذج
٣٠٣ الباب الرابع: أدوات البحث العلمي
٣٠٥ الفصل الحادي عشر: العينة
1 / 7
الصفحة الموضوع
٣٠٥ تمهيد
٣٠٦ المبحث الأول: اختيار العينة
٣١٠ المبحث الثاني: أنواع العينات
٣١٥ المبحث الثالث: مزايا العينة وعيوبها
٣١٧ الفصل الثاني عشر: الملاحظة
٣١٧ تمهيد
٣١٨ المبحث الأول: الملاحظة الدقيقة
٣٢٠ المبحث الثاني: أنواع الملاحظ وإجراءتها
٣٢٢ المبحث الثالث: مزايا الملاحظة وعيوبها
٣٢٣ الفصل الثالث عشر: المقابلة
٣٣٣ تمهيد
٣٢٤ المبحث الأول: أسس المقابلة العلمية وطرقها
٣٣٠ المبحث الثاني: محتويات الاستبيان وخطواته
٣٣٢ المبحث الثاني: محتويات الاستبيان وأشكاله
٣٣٥ المبحث الثالث: مزايا وعيوب الاستبيان
٣٣٩ الفصل الخامس عشر: وسائل القياس
٣٣٩ تمهيد
٣٤٠ المبحث الأول: كيفية اختيار المقياس
٣٤١ المبحث الثاني: طرق القياس
٣٤٤ المبحث الثالث: الاختبارات
٣٤٨ المبحث الرابع: الأساليب الإسقاطية
٣٥٠ المبحث الخامس: أساليب أخرى
٣٥٥ الباب الخامس: مصادر البحث العلمي
٣٥٧ الفصل السادس عشر: إعداد المصادر والمراجع وتقويمها
1 / 8
الصفحة الموضوع
٣٥٧ تمهيد
٣٥٨ المبحث الأول: المصدر والمراجع
٣٦٠ المبحث الثاني: إعداد المراجع وتقويمها
٣٦٢ المبحث الثالث: مصادر ومراجعها المعرفة العلمية
٣٦٤ المبحث الرابع: الإنترنيت
٣٦٧ الفصل السابع عشر: الباحث والمكتبة
٣٦٧ تمهيد
٣٦٨ المبحث الأول: التصنيف العشري
٣٧٢ المبحث الثاني: تصنيف مكتبة الكونغرس
٣٧٥ الفصل الثامن عشر: أساليب التوثيق الحديثة
٣٧٥ المبحث الأول: التوثيق والتكشيف
٣٧٧ المبحث الثاني: التقنيات الحديثة لتخزين المعلومات وتكشيفها
٣٨١ الفصل التاسع عشر: نسل المعلومات "الاقتباس" وتهميشها
٣٨١ المبحث الأول: نسل المعلومات
٣٨٤ المبحث الثاني: التهميش "تدوين المصادر والمراجع"
٣٩٧ الباب السادس: خطوات البحث العلمي
٣٩٩ الفصل العشرون: مرحلة الإعداد للبحث العلمي
٣٩٩ تمهيد
٤٠٠ المبحث الأول: اختيار موضوع البحث
٤٠٦ المبحث الثاني: وضع عنوان البحث
٤٠٧ المبحث الثالث: وضع خطة البحث
٤٠٨ المبحث الرابع: إعداد أولي للمصادر والمراجع
٤١١ الفصل الحادي والعشرون: مرحلة إعداد البحث العلمي
٤١١ تمهيد
٤١١ المبحث الأول: تحديد مشكلة البحث وبيان أبعادها
٤١٢ المبحث الثاني: وضع الفروض
٤١٧ المبحث الثالث: تحديد المادة العلمية اللازمة وجمعها
٤١٩ المبحث الرابع: إعداد المادة العلمية وخزنها
1 / 9
الصفحة الموضوع
٤٢٢ المبحث الخامس: تحليل المادة العلمية
٤٢٥ الفصل الثاني والعشرون: كتابة تقرير البحث العلمي
تمهيد
٤٢٦ المبحث الأول: التمييز بين المقالة وتقرير البحث العلمي
٤٢٩ المبحث الثاني: كتابة تقرير البحث العلمي
٤٣٨ المبحث الثالث: نتائج البحث، عرضها ومناقشتها
٤٣٩ المبحث الرابع: التوصيات
٤٤١ المبحث الخامس: مستخلص البحث
٤٤٣ الفصل الثالث والعشرون: الشكل، المنهاج، المحتوى
٤٤٣ تمهيد
٤٤٣ المبحث الأول: أسلوب الكتابة
٤٤٥ المبحث الثاني: الجانب الشكلي
٤٥١ المبحث الثالث: الهوامش
٤٥٤ المبحث الرابع: الجداول والأشكال والصور الفوتوغرافية
٤٥٧ المبحث الخامس: المنهاج
٤٦١ المبحث السادس: المحتوى الفكري
٤٦٣ الفصل الرابع والعشرون: مراجعة تقرير البحث العلمي وإخراجه وتقويمه
٤٦٣ المبحث الأول: مراجعة تقرير البحث
٤٦٥ المبحث الثاني: إخراج البحث
٤٦٧ المبحث الثالث: تقويم تقرير البحث العلمي
٤٧١ الفصل الخامس والعشرون: ملحقات
٤٧١ المبحث الأول: ثبت محتويات تقرير البحث العلمي
٤٧٣ المبحث الثاني: ثبت المصادر والمراجع "البيبلوغرافيا"
٤٧٤ المبحث الثالث: الملاحق
٤٧٥ المبحث الرابع: جدول الخطأ والصواب
٤٧٧ ثبت مصادر ومراجع الحواشي "باللغة العربية والأجنبية"
٤٨٥ ثبت المصدر والمراجع للاطلاع "باللغة العربية والأجنبية"
٤٩١ المصطلحات والمفاهيم العلمية
1 / 10
مقدمة الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
جرى الزمن وأشرق العلم الحديث منذ قرون ثلاث، وبدأت بذوره تؤتي أكلها في النصف الثاني من القرن العشرين، وحظي البحث العلمي بالعناية، وتزايد اهتمام المؤسسات العلمية بوسائله بهدف الاستطلاع الفكري وتحقيق المنفعة العالمية من العلم والبحث العلمي.
لقد استثمر الباحثون العلميون المعارف الأولية، وتعاملوا معها بعقلية العلماء الذين يريدون الارتقاء من العلم النظري إلى التطبيق العملي، ومع تزايد الإقبال على العلم توضحت حاجة كل مشتغل بالبحث العلمي إلى الأصول والقواعد المتعارف عليها في إجرائه، والتي أضحت موضوع البحث العلمي اليوم، إذ إن كل فرع ناتج عن أصل مقبول، وكل فرع لا ينتمي إلى أصل فهو مردود، هذا هو مبدأ العلم وأصل العمل.
1 / 11
لكن بعض الباحثين ما يزالون يعانون من فراغ في الأصول السليمة للبحث العلمي، بسبب ندرة نسبية في المادة المكتوبة حوله وعدم شمولها الفكر والممارسة والمنهجية العلمية والتي هي اليوم أهم ما يلزم للبحث العلمي، حيث يختزل كثير من الجوانب، وتنقل تعليقات عابرة غير شاملة في كتاب يقدم للقراء.
لذا جاء هذا الكتاب ليلقي الضوء ويوضح كل غموض، فهو رسول إيضاح ودليل علمي شامل لكل مشتغل بالبحث العلمي، فقد أحاط بالدقائق بحيث يجد فيه الباحث الإجابات عن الأسئلة التي يَسأل أو يُسأل عنها، يسير وفقها بخطة ثابتة وركائز تمثل الوضوح في البحث، وتؤدي بدقة وصحة كاملتين في نتائجها وفقا للمبادئ الأساسية والقواعد التطبيقية التي تتطلبها البحوث العلمية.
ومما هو جدير بالذكر أن عماد هذا الكتاب هو الفكر والمنهج، وهو عون على إجراء البحوث العلمية وركيزة أساسية لكل مشتغل بها، مهما كان المجال العلمي الذي يعمل فيه الباحث؛ إذ إنه لا يخص علما دون آخر، لأن العلوم رغم اختلاف صنوفها تلتقي جميعا في المناهج، ويقتصر الاختلاف على التطبيق العملي للأصول والقواعد المشتركة، كما إن فائدته لا تخص مستوى علميا واحدا، بل تعم جميع المشتغلين بالبحث العلمي، مهما كان المستوى العلمي الذي ينتمي إليه الباحث، جامعيا كان أو متخصصا.
ولقد حرصنا في كل بحوث الكتاب على الأخذ بالموضوعية والدقة والتوثيق والوضوح، ووضعنا فيه ما يفيد بانسجام كامل، مع مراعاة التوازن بين الإيجاز في الشرح لمن له باع في البحث العلمي، والإسهاب لمن هو مبتدئ، كما حرصنا على تزويده بالمراجع التي عدنا إليها، والتي فيها ما يلبي حاجات الباحث وتطلعاته في مجال البحث العلمي.
يقع كتابنا هذا في ستة أبواب: تناول الباب الأول العلم والتفكير العلمي، وبحث
1 / 12
الباث الثاني مناهج البحث العلمي، وتحدث الباب الثالث عن الطرائق الرياضية في البحوث العلمية، وعرض الباب الرابع أدوات البحث العلمي، وقدم الباب الخامس دراسة عن مصادر البحث العلمي بما يفيد الباحث والبحث، واهتم الباب السادس بخطوات البحث العلمي وكتابته.
إن ما قدمناه في هذا الكتاب مفعم بالفائدة، لأنه شامل لروح البحث العلمي وبنيانه معا، مما جعل الجهد المبذول في تأليفه كبيرا، وهو ما سيلمسه القارئ لدى مطالعته للكتاب.
هذا وأدين بالفضل العظيم في كل ما قدمته في هذا الكتاب إلى الله ﷿، الذي قدرني على إنجازه، ثم إلى طبيعة المادة العلمية التي تناولها الكتاب بدقة وأمانة علمية، وإلى الأساتذة الفضلاء الذين جمعوا الحقائق فاستفدت منها وأفدت، فكل الشكر والتقدير للجهود المبذولة من كل الباحثين العلميين في شتى صنوف العلم ومناهجه، وإن كل ما أرجوه أن يسد هذا الكتاب فراغا في مجال البحث العلمي، كما أتمنى أن يكون حافزا لكافة المهتمين، كيما يزيدوا من بذلهم وإسهامهم في هذا الحقل الهام من الدراسة والبحث، والله ولي التوفيق.
دمشق ٣/ ١٢/ ١٤٢٠هـ
الموافق لـ ٩/ ٣/ ٢٠٠٠م
أ. د. رجاء وحيد دويدري
1 / 13
محتوى تنظيم الكتاب:
تناول الكتاب الأساسيات النظرية والممارسة العلمية للبحث العلمي في أبواب ستة، بحيث تناول الباب الأول في فصوله الثلاثة العلم والبحث العلمي، فقد أوضح الفصل الأول ماهية العلم وميز بين العلم والمعرفة، وبين أهداف العلم، وأشار إلى التفكير العلمي وخصائصه، وذكر تصنيف العلوم عند العرب وأشار إلى قبسات علمية من التراث العربي، وأوضح أن العلم الحديث إحياء واجتهاد. وقدم الفصل الثاني الباحث والبحث العلمي، وأشار إلى الخلفية التاريخية، والباحث العلمي وخصائصه، وخصائص البحث العلمي وأنشطة البحوث ودور التراث في إحياء البحث العلمي، وذكر المنظور المعاصر للبحث العلمي، وفي الفصل الثالث تناول توضيح بعض المفاهيم والمصطلحات في البحث العلمي، بحيث أوضح معنى المفهوم وشرح مفاهيم في البحث العلمي: المشكلة والفرضية والملاحظة والحقيقة والنظرية والبناءات والمتحولات.
انتقل الكتاب في الباب الثاني، وقد وقع في أربعة فصول، درست مناهج البحث العلمي، عرف في الفصل الرابع والمصطلحات، وبين الخلفية التاريخية لمناهج البحث العلمي، وذكر قبسات منهجية من التراث العربي الإسلامي، وانتهى الفصل بذكر
1 / 15
تصنيفات مناهج البحث العلمي، ثم شرح الفصل الخامس منهج البحث التاريخي، مراحله، خطواته، والفصل السادس منهج البحث الوصفي، واحتوى هذا الفصل أنماط البحوث الوصفية: الدراسات المسحية، ودراسة العلاقات المتبادلة، والدراسات النمائية وتحليل المضمون، وانتهى الباب الثاني بالفصل السابع بحيث درس منهج البحث التجريبي، عرف مصطلحاته، وبين سماته العلمية، وأسلوب البحث التجريبي، والتصميم التجريبي، وبعض قواعد تصميم التجارب، ومراحل التصمم التجريبي، وقد تناول هذا الباب تقويم كل منهج من مناهج البحوث العلمية المذكورة أعلاه.
أما الباب الثالث فقد جاء في ثلاثة فصول: أوضح الطرائق الرياضية في البحوث العلمية بحيث تناول في الفصل الثامن التحليل الإحصائي، ذكر نظرية الاحتمالات، ودرس الأساليب الإحصائية الوصفية والارتباطية، وتناول في الفصل التاسع الأساليب الرياضية الحديثة في البحث العلمي، حيث درس: الأنظمة، عرف بها وبين عناصر النظام وأشار إلى المدخلات والمخرجات، وشرح منهاج تحليل النظم وعدد أنواع الأنظمة، وأوضح طريقة استخدامها، وتناول في الفصل العاشر النماذج، عرف بالنموذج وبين بناءه وأنواعه، وشرح النماذج الرياضية والتجريبية والطبيعية، وأوضح أهمية النماذج.
احتوى الباب الرابع أربعة فصول تناولت أدوات البحث العلمي، بحيث شرح الفصل الحادي عشر العينة وبين كيفية اختيارها، أنواعها، مزاياها وعيوبها، وأوضح في الفصل الثاني عشر الملاحظة وأشار إلى الدقيقة منها، وبين أنواع الملاحظة ومزايا الملاحظة وعيوبها، وبحث في الفصل الثالث عشر المقابلة، أسس العلمية منها وطرائقها، طريقة إجراء المقابلة وأنواعها، مزايا المقابلة وعيوبها، أما الفصل الرابع عشر فقد قدم الاستبيان أداة للبحث، بين قواعد تصميمه وخطوات ذلك، ومحتويات الاستبيان وأشكاله، ومزايا وعيوب الاستبيان، أخيرا درس الفصل الخامس عشر وسائل القياس:
1 / 16
كيفية اختيارها، وذكر طرق القياس ووسائله: الاختبارات والأساليب الإسقاطية وأساليب أخرى.
تناول الباب الخامس بفصوله الأربعة مصادر البحث العلمي، بحيث بين في الفصل السادس عشر المصادر والمراجع وتقويمها، ميز بين المصدر والمرجع، وأشار إلى إعداد المراجع وتقويمها، وذكر مصادر ومراجع المعرفة العلمية، وخص بالذكر الإنترنيت.
تناول الفصل السابع عشر الباحث والمكتبة، وذكر أشهر التصنيفات، وخص بالذكر التصنيف العشري وتصنيف مكتبة الكونغرس، ثم انتقل في الفصل الثامن عشر إلى دراسة أساليب التوثيق الحديثة، شرح التوثيق والتكشيف والتقنيات الحديثة لتخزين المعلومات وتكشيفها، واهتم الفصل التاسع عشر بنسل المعلومات وتكشيفها، واهتم الفصل التاسع عشر بنسل المعلومات وتهميشها، وبشكل مفصل ذكر تهميش مصادر المعرفة: الكتب والمعاجم والموسوعات ودوائر المعارف والدوريات والمخطوطات والمسلسلات الثقافية والوثائق الرسمية والأشرطة المصورة والمصادر القانونية والمقابلات الشخصية والأحاديث الإذاعية والتلفزيونية والبرامج التلفزيونية.
أخيرا تناولت الفصول الثلاثة للباب السادس باهتمام جاد خطوات البحث العلمي، فقد حددها بخطوات ثلاث، بحيث تناول الفصل العشرون، مرحلة الإعداد للبحث: اختيار موضوع البحث، وضع عنوان البحث، ووضع خطة البحث، والإعداد الأولي للمصادر والمراجع، والفصل الحادي والعشرون مرحلة إعداد البحث: من حيث تحديد مشكلة البحث وبيان أبعادها ووضع الفروض بهدف اختبارها، وتحديد المادة العلمية اللازمة وجمعها وإعداد المادة العلمية وخزنها وتحليلها، وفي الفصل الثاني والعشرين تناول الكتاب كتابة تقرير البحث العلمي، وبدأ الفصل بالتمييز بين المقابلة وتقرير البحث العلمي، ثم كتابة محتوى تقرير البحث، وفي الفصل الثالث والعشرين بين الالتزامات التي يجب أن يأخذ بها الباحث لدى كتابته لهذا التقرير من حيث الأسلوب
1 / 17
والشكل والمضمون والمنهاج، وأخيرا ذكر نتائج البحث والتوصيات ومستخلص البحث، مبينا مضمونها وأهدافها، ثم أوضح الفصل الرابع والعشرون ضرورة مراجعة تقرير البحث وإخراجه وكيفية تقويمه، وأتى الكتاب بالفصل الخامس والعشرين على ذكر ملحقات البحث العلمي، وتشمل ثبت محتويات تقرير البحث العلمي ومصادره ومراجعه وملاحقه، وجداول الخطأ والصواب. وانتهى محتوى الكتاب بوضع قائمة شاملة لمصطلحات ومفاهيم خاصة بالبحث العلمي، وثبت المصادر والمراجع المعتمدة في إعداد هذا الكتاب وأخرى للاطلاع لمن يريد المزيد.
1 / 18
الباب الأول: العلم والتفكير العلمي
الفصل الأول: العلم والبحث العلمي
المبحث الأول: العلم ... ما هو
...
الفصل الأول: العلم والبحث العلمي:
المبحث الأول: العلم ... ما هو؟
مفهوم العلم: العلم لغة مصدر لكلمة علم، وعلم الشيء عرفه، علم الشيء علما عرفه، ورجل علامة أي عالم جدا، وقد تعددت مفاهيمه واختلفت، ويعود هذا إلى اختلاف وجهات النظر الموضوع العلم وطبيعته، فمن المفكرين من يرى أن كلمة علم بمعنى "Science"، يقصد بها مجال كليات العلوم، فيما يميل البعض الآخر إلى توسيع مدلوله، بحث يضم مجال كليات العلوم والبحوث الجادة الموضوعية في التاريخ والآداب والفنون، وآخرون يحددون العلم من خلال منهاجه الذي يرتكز على دعائم أساسية كفرض الفروض "Hypotheses" والملاحظة "Observation"وإجراء التجارب "Experiments" ما أمكن، ثم مرحلة قبول الفرض وصياغته في نظرية، أو ربما رفضه، والمنطق في كل ذلك استقراء "Induction"، واستنتاج "Deduction".
ومما يزيد الأمر تعقيدا، الفهم غير الدقيق لكلمة عالم، بحيث يعتقد أن العالم هو شخص من نوع خاص، يعالج الحقائق في المختبرات، ومفهوم آخر يتلخص بأن العالم إنسان يحسن التفكير ويضع النظريات المعقدة، وثالثها بأن أهداف العالم زيادة
1 / 21
المخترعات والمكتشفات، هذه المفاهيم تعيق فهم العلم وتفهم فاعليات العالم وتفكيره، بل وتفهم البحث العلمي بصورة عامة، وتجعل مهمة القيام به مهمة صعبة.
لقد عرف العلم بأنه مجموعة من الحقائق، يأتي بها بحث موضوعي مجرد، وتعريف أكاديمي يقول: إن العلم مجموعة الخبرات الإنسانية التي تجعل الإنسان قادرا على التقدير، أو إن العلم هو فهم ظاهرات الكون، أسبابها وآثارها، والمفهومان لهما مضمون مشترك هو المقدرة على ربط الأسباب بالمسببات.
ومن التعريفات أن العلم مجموعة من المعارف الإنسانية، التي من شأنها أن تساعد على زيادة رفاهية الإنسان، أو أن تساعد على صراعه في معركة تنازع البقاء، وبقاء الأصلح، ويرى هاركوت براون "Harcourt Brown" أن كلمة العلم "Scince" تركيبة فكرية وليست مجموعة من العبارات التي ينطق بها الإنسان ليثبت ما يراه من خلال تطورات، يظن أنها تؤيد وجهة نظر ما، أي أنه يقصد بالعلم معنى محددا يتمثل في ثورة فكرية١ "Intellectual Revolution".
أما كارل بيرسون "Karlpearson" فيرى أن ميدان العلم غير محدد ... كل مجموعة من الظاهرات الطبيعية، كل طور من أطوار الحياة الاجتماعية، كل مرحلة من مراحل التطور القديم أو الحديث ... كل ذلك يعتبر مادة للعلم٢.
ويرى المؤرخ هربرت بترفيلد "Harbert Butterfield" أن العلم طور جديد من المعرفة واتجاه فكري جديد، استوجب البحث في أسسه، فضلا عن أنه استوجب دراسات جديدة، ومناهج مبتكرة لمعالجة ظاهرات المجتمع ومشكلاته، ولعل أكثر ما يشدده بترفيلد في تصوره العلم هو حدوث ثورة علمية أكيدة، وتغيرات جذرية في ميدان العلم نفسه، وفي تشكيل وإعادة تشكيل الحياة الاجتماعية ذاتها.
_________
١ Brown، H. "The renaissance and historians of Science Studies in the Renaissance". Vol Vll. ١٩٦٠.
٢ Pearson، K، "Grammar of Science" ٢ed. ١٩٠٠.
1 / 22
أما قاموس "ويستر"١ الجديد فقد عرف العلم: بأنه المعرفة المنسقة "Systematized Knowledge" التي تنشأ عن الملاحظة والدراسة والتجريب، والتي تتم بغرض تجديد طبيعة أو أسس أو أصول ما تتم دراسته، إنه فرع من فروع المعرفة أو الدراسة، خصوصا ذلك الفرع المتعلق بتنسيق وترسيخ الحقائق والمبادئ والمناهج بوساطة التجارب والفروض.
ويعرف قاموس "أكسفورد" المختصر العلم بأنه: هو ذلك الفرع من الدراسة الذي يتعلق بجسد مترابط من الحقائق الثابتة المصنفة، والتي تحكمها قوانين عامة، وتحتوي على طرق ومناهج موثوق بها، لاكتشاف الحقائق الجديدة في نطاق هذه الدراسة.
ولعل أكثر التعاريف شمولا أن نقول: "إن العلم يضم كل بحث عن الحقيقة، يجري منزها عن الأهواء والأغراض، يعرض الحقيقة صادقة، بمنهج يرتكز على دعائم أساسية" ويجدد هذا التعريف المعنى الذي نقصده.
وبهدف الدقة والتوضيح لا بد من التمييز بين نظرتين واسعتين للعلم في العالم العلمي: النظرة السكونية "Static"، والنظرة الديناميكية "Dynamic" ترى الأولى أن العلم فاعلية تسهم في المعرفة النظامية للعالم، وأن عمل العالم هو اكتشاف حقائق جديدة وإضافتها إلى الحقائق المعروفة سابقا، بل إن العلم هو مجموعة من الحقائق وهو طريقة لتفسير الحوادث الملحوظة، ففي هذه الحالة يكون التشديد على الحالة الحاضرة للمعرفة وإضافتها إليها.
أما الثانية: فهي تنظر إلى ما يفعله العالم، وأن الحالة الحاضرة هي منطلق إلى المزيد من النظريات والبحوث، أي أنها تتشدد في أهمية النظريات والمخططات التي تساعد على الاكتشاف والمزيد من البحوث بهدف الاكتشاف، ويكون الاهتمام الأشد بالعمل الإبداعي وليس الروتيني أي أن العالم ينطلق من المعارف الراهنة إلى مزيد من النظريات والاكتشافات والبحوث.
_________
١ Webster، s، Twentieth Century "dictionary of English Language". ١٩٦٠. p. ١٦٢٢.
1 / 23
وكما ميزنا بين نظرتين للعلم، فإننا نميز بين نظرتين لوظائف العلم: ترى الأولى أن الإنسان العملي وغير العالم ينظر إلى العلم بأنه فاعلية تهدف إلى تحسين الأمور وتقدم الإنسان، فوظيفة العلم وفق هذه النظرية هي الاكتشاف والتوصل إلى الحقائق ودفع المعرفة إلى الأمام من أجل تحقيق التقدم، والفروع العلمية التي تحقق ذلك، تلقى تشجيعا وتأييدا واسعين.
أما النظرية الثانية فترى أن وظيفة العلم هي التوصل إلى القوانين العامة التي تتحكم في سلوك الكائنات التي يهتم العلم بها، ثم الربط بين هذه القوانين، وتنظيم المعرفة بحيث تتمكن من التنبؤ بالوقائع وبالتالي من ضبطها، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه النظرة تعير القوانين العامة والنظريات الشاملة، وإمكانية التنبؤ والقدرة على الضبط والتوجيه أهمية ملموسة، ولا شك أن العلوم الإنسانية بحاجة ماسة لتبني مثل هذه النظرية.
هذا وإن كثيرا من باحثي القرن التاسع عشر، الذين درسوا ظاهرة العلم، يرون أن مسيرة العلم وإن تذبذبت وأصابها ركود بين فترة وأخرى، إلا أنها ظاهرة طبيعية وحتمية، نظرا لما يعترض سبيلها من عوائق وتيارات معارضة، وكان أندرو ديكسن وايت Andrew Dickson Wite" "١٨٣٢-١٩١٨" من أشهر الذين أخذوا بهذا الرأي١.
_________
١ Wite، Andrew Dickson، "Hisotry of the Warfare of Science with the Theology". New york، Afree press paper Boock ١٩٦٣.
1 / 24
المبحث الثاني: بين العلم والمعرفة
العلم هو الاستدلال الفكري، أما المعرفة فهي العلم التلقائي "Intuitive"، وهي أوسع وأشمل من العلم، تتضمن معارف علمية وأخرى غير علمية، والتمييز بينهما يبنى على أساس قواعد المنهج وأساليب التفكير التي تتبع في تحصيل المعارف، فإذا اتبع الباحث قواعد المنهج العلمي وخطواته في التعرف على الظاهرات والكشف عن الحقائق الموضوعية، فإنه يصل إلى المعرفة العلمية، ولن يستطاع بلوغ الكفاية في العلم حتى تقدر المعرفة حق قدرها.
يقول غسوتاف جرونيباوم "Gustave E. Von Grunebaum": "ثمة مجموعة أخرى من الاتجاهات الأساسية دخلت في طور الإنسان المثالي، وإن يك ذلك على مستوى أقل أهمية شيئا ما، أعظمها نفوذا ذلك التقدير العظيم والتوفير العميق للمعرفة من حيث هي، وبغض النظر عن واقع محتوياتها، فإنها آية لا غنى عنها في الدلالة على الإنسانية الحقة، كما أن الجهالة أشد العيوب المشوهة لها"١.
كما أوضح زيمان "Ziman" عندما صاغ اصطلاحه المعروف وهو "المعرفة العامة" بأنه لكي تصبح المعرفة حقيقية أو اكتشافا، ينبغي أن تدخل في نطاق الملكية العامة للبشر، وأن تصبح جزءا من تراثها العام، وقد أكد زيمان أيضا خاصية المعرفة العلمية بوصفها المعرفة التي ينعقد بشأنها اتفاق عام في الرأي من حيث صيغتها ومنفعتها٢.
وفي القرن "السادس عشر"، ظهر فرنسيس بيكون "Francis Bacon" في مقولته المشهورة، التي كثيرا ما يستشهد بها وهي "المعرفة هي القوة ووعي بالطاقة الكامنة في المفاهيم الجديدة للعلم"٣.
لقد تم الحصول على المعرفة على مراحل وهي:
_________
١غوستاف جرونيباوم. حضارة الإسلام، ترجمة: عبد العزيز توفيق جاويد، دار مصر للطباعة ١٩٥٦، ص٢٩٨.
٢ Dickinson، J. P. "Science and Scientific Research in Modern Society". Secod Edition، J. P. ٥٣. ١٩٨٦.
٣ المرجع السابق ص٢٠٤ وما ورد في كتابي فرنسيس بيكون "مقالات" الذي صدر في عام "١٩٥٧م". و"نوفيوم أورقانوم" الذي صدر في عام "١٦٢٠م" خير شاهد على تطلعاته لابتداع نظام فلسفي جديد مكان الفلسفة الأرسطوطالية، يكون مبنيا على الملاحظة الموضوعية للظاهرات الطبيعية وتصنيفها وتعليلها، ولم تترجم هذه التطلعات التي وضعها باللاتينية إلى اللغة الإنكليزية إلا بعد ثلاثة قرون من ظهوره "ديكنسون ص٢٠٤".
1 / 25
المرحلة الأولى: مرحلة المعرفة الحسية والخبرة الذاتية، وما تزال قائمة بيننا حينما يعجز الإنسان عن تفسير مواقف أو مواجهتها، وتنطبق هذه المرحلة على مرحلة طفولة العلم، حينما كان الإنسان يحاول أن يجد حلا دون أن يستطيع التحرك بطريقة منظمة، وبهذا نقول: إن المحاولة والخطأ تعتبر أول مراحل تطوير العلم.
والمرحلة الثانية: هي مرحلة الاعتماد على مصادر الثقة والتقاليد السائدة، كالاعتماد على الحكماء القدامى في تعليل بعض الظاهرات، كاعتماد الحضارة الغربية في القرون الوسطى على تعاليم أفلاطون وأرسطو وغيرهم، لقد كان الاعتماد أهم من التقصي والتحقيق، وما تزال هذه الطريقة متبعة حتى عصرنا الحالي.
أما المرحلة الثالثة: هي مرحلة التأمل والحوار، وهي مرحلة التدليل العقلي والمنطقي، فقد توصل أرسطو بوساطة التفسير العقلي من المعروف إلى غير المعروف باتباعه لعملية استدلالية أو استنتاجية "Deductive Process" تعتمد في أساسها على القياس المنطقي "Syllogism" لكن طريقة الاستنتاج أو الاستدلال "Deductive" تخدع الباحث أحيانا، لأنها لا تركز اهتمام الباحث على البحث عن الحقيقة ذاتها بل تشغل عقله بالعمليات العقلية والحوار الماهر.
والمرحلة الرابعة: هي مرحلة المعرفة العلمية والتحقيق العلمي "Scientific inquiries" أي مرحلة وضع الفروض وإجراء التجارب ثم استخلاص النتائج وتعتبر هذه الطريقة أكثر دقة إذا أمكن تحويل المعلومات المتعلقة إلى تعبير كمي "Quantitative Expression".
وكما يقول "أوغست كونت": إن المعرفة العلمية جاءت في مرحلة متأخرة من تطور العقل الإنساني، حينما استطاع أن يفسر الظاهرات تفسيرا علميا، يربط تلك الظاهرات ربطا موضوعيا، هذا النوع من المعرفة هو المعرفة العلمية التجريبية، تقوم على أساس الملاحظة المنظمة للظاهرات أو وضع الفروض والتحقق منها بالتجربة.
1 / 26
وتجميع البيانات وتحليلها، ولا تقف المعرفة العلمية عند المفردات الجزئية التي يقوم الإنسان ببحثها، بل تتجاوز ذلك حتى يصل إلى قوانين ونظريات عامة، تربط هذه المفردات بعضها ببعض، وتمكنه من التنبؤ بما يحدث للظاهرات المختلفة تحت ظروف معينة.
إن ما أشرنا إليه من مراحل يتفق مع ما يشير إليه الفيلسوف الأمريكي بيرس حول طرائق الحصول على المعرفة.
يشير بيرس "Pierse" إلى أن طرائق المعرفة أربع:
أولاها طريقة التشبث: "Method of Tenacity"، وفيها يتشبث الإنسان بالحقيقة بقوة، والإعادة المتكررة للحقائق تزيد من الاعتقاد بصحتها، أما الطريقة الثانية للمعرفة فهي طريقة السلطة، والسلطة العلمية هي إحدى السلطات الهامة، ونقصد بها دعم أقوال عالم مشهور وقبولها على أنها حقيقة واقعية، أما الطريقة الثالثة للمعرفة فهي طريقة المعرفة البسيطة المسبقة "Apriori Method" أو الحدس، وتقوم هذه الطريقة على أساس أن الحقائق المقبولة حقائق تثبت نفسها بنفسها "Self-Evident"، تتفق هذه الحقائق مع العقل، وليس من الضروري أن تتفق مع التجريب، والطريقة الرابعة هي الطريقة العلمية، فللمعرفة العلمية ضوابط ومعايير تضبط عمل العالم وتوجه نشاطاته وتراقب استنتاجاته بقصد التوصل إلى حقائق يمكن الاعتماد عليها١ هذا وقد يتم الحصول على المعرفة بالمصادفة مثل اكتشاف أرخميس لقانون الكثافة، واكتشاف جالفاني "للكهرباء" في جسد الحيوان، واكتشاف باستير تحويل الجراثيم إلى عوامل للمناعة وغيرها.
_________
١ فاخر عاقل: أسس البحث العلمي في العلوم السلوكية، ط٢ دار العلم للملايين، بيروت ١٩٨٢، ص٢٦.
1 / 27