«مَنْ وُلِّيَ القَضَاءَ، أو جُعِلَ قاضِيًا بَيْنَ النَّاسِ فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيرِ سِكِّين» (١) . إذن فهذه المسؤولية تستدعي تفرغًا وتفكُّرًا ومراجعة، والحديث النبوي يحتاج كَذَلِكَ إِلَى تفرُّغٍ نِسبِيٍّ للمراجعة والمذاكرة من أجل الحِفَاظ عَلَى الضبط. وَقَدْ وجدنا حِيْنَ استقرأنا حال كَثِيْر من الرُّوَاة الَّذِيْنَ ولوا القضاء أنهم قَدْ خفّ ضبطهم لانشغالهم بهذا المنصب الوظيفي، ومن أولئك: شريك بن عَبْد الله النخعي الْقَاضِي، حدّد ابن حِبّان تَخليطه بَعْدَ عام خمسين ومئة حِيْنَ تولى قضاء الكُوفَةِ (٢) . وكذلك مُحَمَّد بن عَبْد الرحمان بن أبي ليلى (٣) قَالَ أبو حاتم الرازي: «شغل بالقضاء فساء حفظه» (٤) .
ب....الاشتغال بالفقه:
_________
(١) أخرجه ابن أبي شيبة (٢٢٩٧٧)، وأحمد ٢/٢٣٠ و٣٦٥، وأبو داود (٣٥٧١)، وابن ماجه
(٢٣٠٨)، والترمذي (١٣٢٥)، والنسائي في الكبرى (٥٩٢٥)، والطبراني في الأوسط (٢٦٩٩) و(٣٦٦٩)، وفي الصغير (٤٩١)، وابن عدي في الكامل ١/٣٦١، والدارقطني ٤/٢٠٤، والحاكم ٤/٩١، والبيهقي ١٠/٩٦ من حَدِيْث أبي هُرَيْرَة. قَالَ الترمذي: «حسن غريب» .
(٢) ثقات ابن حبان ٦/٤٤٤، وانظر التعليق عَلَى الكاشف ١/٤٨٥.
(٣) هُوَ أبو عَبْد الرحمان مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَان بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي الْقَاضِي، ولد سُنَّة نيف وسبعين، وتوفي سنة (١٤٨ هـ): صدوق سيء الحفظ جدًا.
وفيات الأعيان ٤/١٧٩-١٨١، وسير أعلام النبلاء ٦/٣١٠ و٣١٥، والتقريب (٦٠٨١) .
(٤) الجرح والتعديل ٧/٣٢٣ الترجمة (١٧٣٩) .
1 / 48