من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام» (١) .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «قال الله ﷿: أعددت لعبادي الصالحين: ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر» (٢) . قال أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: ١٧] (٣) .
وجاء في السنة الصحيحة، ما يفيد أن قيام الليل من أسباب النجاة من الفتن، والسلامة من دخول النار. ففي البخاري وغيره عن أم سلمة ﵂ أن النبي ﷺ استيقظ ليلة فقال: «سبحان الله، ماذا أنزل الليلة من الفتنة؟ ماذا أنزل الليلة من الخزائن؟ من يوقظ صواحب الحجرات؟» (٤) . وفي ذلك تنبيه
(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٥ / ٣٤٣) وصححه ابن حبان (٦٤١) . وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو عند الحاكم (١ / ٣٢١) وصححه ووافقه الذهبي وحسنه المنذري، وشاهد آخر من حديث علي عند الترمذي (١٩٨٥) و(٢٥٢٩) .
(٢) أخرجه البخاري برقم (٢٣٤٤) في بدء الخلق باب: (ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة". ومسلم برقم (٢٨٢٤) أول كتاب الجنة.
(٣) سورة السجدة، الآية: ١٧.
(٤) أخرجه البخاري برقم (٧٠٦٩) في الفتن، باب: إلا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه".