30

Réflexion et Considération sur les Versets des Éclipses, Séismes et Ouragans

التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار

Maison d'édition

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

وقال ﵀: (وهذا بيان منه ﷺ أنهما سبب لنزول عذاب بالناس، فإن الله إنما يُخَوِّف عباده بما يخافونه إذا عصوه وعصوا رسله وإنما يخاف الناس مما يضرّهم، فلولا إمكان حصول الضرر بالناس عند الخسوف ما كان ذلك تخويفًا، قال تعالى: ﴿وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآياتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا﴾، وأمر النبي ﷺ بِمَا يُزيل الخوفَ [حيث] أمَر بالصلاة، والدعاء، والاستغفار، والصدقة، والعتق .. حتى يكشف ما بالناس، وصلى ﷺ بالمسلمين صلاةً طويلة) انتهى (١). وقال: (وأما كون الكسوف أو غيره قد يكون سببًا لحادث في الأرض من عذاب يقتضي موتًا أو غيره فهذا قد أثبته الحديث نفسه، وما أخبر به النبي ﷺ لا يُنافي لكوْن الكسوف له وقت محدد يكون فيه حيث لا يكون كسوف الشمس إلا في آخر الشهر ليلة السِّرار، ولا يكون خسوف القمر إلا في وسط الشهر وليالي الإبدار، ومن ادّعى خلاف ذلك من المتفقّهة أو العامة فلِعدم علمه بالحساب، ولهذا يمكن المعرفة بما مضى من الكسوف وما يُستقبل كما يمكن المعرفة بما مضى من الأهِلة وما يُستقبل (٢)، إذْ كل ذلك بحساب كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلَ اللَّيْلَ

(١) مجموع الفتاوى، ٢٤/ ٢٥٩. (٢) أما العمل على حساب ما يُستقبل من الأهلة فباطل شرعًا، وقد أنكره شيخ الإسلام – كما في (مجموع الفتاوى / ج ١٥، ٢٥، ٢٧) -، وعليه عمل أهل الكتاب – مثل ما يُسمى بـ (التقويم) -.

1 / 30