92

Réflexion et Considération sur les Versets des Éclipses, Séismes et Ouragans

التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار

Maison d'édition

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

• من أحداث سنة (٧١٨ هـ): وذكر ابن كثير أنه في سنة ثمان عشرة وسبعمائة وصلت الأخبار في المحرم من بلاد الجزيرة (١)، وبلاد الشرق سنجار والموصل وماردين وتلك النواحي بغلاءٍ عظيم، وفناء شديد، وقلة الأمطار، وخوف التتار، وعدم الأقوات، وغلاء الأسعار، وقِلّة النفقات، وزوال النعم، وحلول النقم، بحيث إنهم أكلوا ما وجدوا من الجمادات والحيوانات والميْتات، وباعوا حتى أولادهم وأهاليهم، فَبِيعَ الولد بخمسين درهمًا وأقلّ من ذلك، حتى إن كثيرًا لا يشترون من أولاد المسلمين، فكانت المرأة تصرخ بأنها نصرانية لِيُشترى منها ولدها لتنتفع بثمنه، ويحصل له من يطعمه، فيعيش وتأمَن عليه من الهلاك، فإنا لله وإنا إليه راجعون. ووقعت أحوال صعبة يطول ذكرها، وتنبو الأسماع عن وصْفها. وذَكر أنه ترحّل منهم قريب الأربعمائة، وأنهم هلكوا في الطريق بسقوط الثلج عليهم، وطائفة أخرى صحبوا التتار، فلما انتهوا إلى عقبة صعدها التتار، ثم منعوهم أن يصعدوها لئلا يتكلفوا بهم، فماتوا عن آخرهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم (٢).

(١) ليست جزيرة العرب بل هي بلدة مجاورة للشام وتقع بين دجلة والفرات؛ أنظر: معجم البلدان ٢/ ١٣٤. (٢) البداية والنهاية، ١٤/ ٨٦.

1 / 92