40

Réflexion et Considération sur les Versets des Éclipses, Séismes et Ouragans

التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار

Maison d'édition

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

وهل انعزل الْمَلِك الحق عن ملكه لما عزله الخلق؟! .. لقد ﴿فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾! (١). وقال ابن القيم - أيضًا - عن الطبيعة: (ولم يعلم هؤلاء الجهال الضُّلاّل أن الطبيعة قوّة وصِفَة فقيرة إلى محلها ومحتاجه إلى حامل لها، وأنها من أدَل الدلائل على وجود أمر مَن طَبَعها وخلقَها وأوْدَعها الأجسام، وجعل فيها هذه الأسرار العجيبة؛ فالطبيعة مخلوق من مخلوقاته، ومملوك من مماليكه وعبيده، مسخّرة لأمره تعالى، مُنْقادة لمشيئته. ودلائل الصَّنْعَة، وأمارات الخلق، والحدوث وشواهد الفقر والحاجة شاهدة عليها بأنها مخلوقة مصنوعة لا تخلق، ولا تفعل، ولا تتصرف في ذاتها ونفسها، فضْلًا عن إسناد الكائنات إليها) انتهى (٢). وقال ﵀ عن الطبيعة وتفاعلات عناصرها وآثارها، قال: (فعناصر العالَم ومَوَادّهُ مُنْقادة لربها وفاطرها وخالقها يُصَرِّفها كيف يشاء ولا يسْتعصي عليه منها شيء أراده، بل هي طَوْع مشيئته، مُذَلَّلَة مُنْقادة لقدرته، ومَن أنكر هذا فقد جحد رب العالمين، وكَفَر به، وأنكر ربوبيته) انتهى (٣).

(١) سورة غافر، من الآية: ٨٣. (٢) طريق الهجرتين، ص (١٥٢). (٣) كتاب الروح، ص (٧٣).

1 / 40