327

لله أنت يا بغداد الرشيد، فلا يزال ذكرك يعطر أرجاء الآداب الغربية

لله أنت يا بغداد المأمون، فلا يزال نورك يشع بين أنوار العلوم البشرية

لله أنت ما كان أقصر يوم الحكمة فيك، وما كان أقصر ليالي السرور

وكل عزيز قصير الأجل

كل عزيز مطمح الصائلين والطغاة

سقطت بغداد، نهبت، دمرت، ضربت عليها الذلة، خيم فوقها الليل البهيم، فنامت نوم الأسير وهو يئن من وطأة الكابوس

ثم نامت نوم المثقل جسمه بالمخدرات

ولكن الكارثة الأسيوية لم تغير مقدار ذرة في من هيكله في الجبال، وعباده في السهول

فظل سائرا في سبيله هادئا مطمئنا.

4

Page inconnue