180

بين هذه الأشواك تحملني تصوراتي إلى حيث وضع الأكليل على رأس رأس الشهداء

على أن الزمان لم يبق منه سوى الأزهار التي تنور كل عام في قلوب الأتقياء مثلما ينور القندول والزعرور في الغابات

باسمك أيتها النفس الإلهية أصنع لإيماني إكليلا من أزاهر الزعرور لا من أشواكه

باسمك أشيد لحبي هيكلا من خشب السنديان وأزينه بالصنوبر والنيلوفر وبأقمار البيلسان

وإلى أتباع الذي صلب وبني الذين صلبوا أقول: تعالوا نسبحه أجمعين في وادي المسرة لا في وادي الدموع، تعالوا نتصافح تحت السماء، حيث لا حاجز يحول دون الحب ولا ما يحول دون الإخاء. (9) إنا غريبان ههنا أو جمعة الآلام

كلمة همسها النسيم في رعاة الجليل فسمعتها الدهور ورددتها الأجيال

كلمة من أغصان الزيتون في أورشليم زلزلت العروش وأسمعت ملوك الأرض صوت ذي الجلال

كلمة زرعتها دموع المرأة تحت الصليب، فنورت في السماء وكان فيها مسك ختام النحيب

هي كلمة الربيع في كل عام، بل نشيد الأطيار على الدوام، بل أغنية الأزاهر في الحقول والآكام

وإن أنفس الناس النبيلة، لتتجسد في مظاهر الربيع الجليلة

Page inconnue