177

جئت أردد تحت هذه الأفنان الخضراء، ابتهال أبنائك الأتقياء

وقفت على ضريح الشتاء ليلا، فشاهدت هناك مشهدا جليلا

شاهدت ربة الربيع تقبل جبين أبيها، فينور الأقحوان تحت شفتيها

رأيتها تكتب بدموعها سفر الخلود، فيردده العصفر في الجلمود

ورأيت الأولاد في الحقول حفاة، يقطفون الزهور لخير من تألم في الحياة

فقلت في نفسي: ونعم الإيمان في قلوب الصبيان •••

إن في قلبي اليوم شيئا مما في قلب جاري، وفي قلب الغاب أثرا من آثاري

ألا إن قلبي في عقل هذا القروي، وعقله في قلبي الخفي. والذي يراه تحت الكلاء أراه أنا في السماء، والذي يراه في الأرض المنبثق منها نور العالمين، أراه في أكمام الورد أو في براعم الياسمين

فإذا كنت أرى ذلك في الحقل فلماذا أبرح الحقل؟

ألأسمع في الكنيسة وعيد من لا يعرف من أسرار الحياة سوى ما قرأه في كتب اللاهوت والصلاة

Page inconnue