216

Le parfum du livre

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

Chercheur

محمد عبد الله عنان

Maison d'édition

مكتبة الخانجي

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٩٨٠م

Lieu d'édition

القاهرة

ثمَّ تخللت المراوضة أُمُور، وَحدث فِي أثْنَاء الْوَصْل نفور، وللحق من بعد الاحتجاب سفور، وَللَّه فِي كل شَيْء قدر مَقْدُور. فَجعلنَا نرتقب لتِلْك الْحَال مقَالا يحمد، وعاقبة يسر بهَا ذَلِك الْمقَام الأسعد، فَكلما اخْتلفت الْأَحَادِيث نَظرنَا فِي رجالها وطرقها، ورمنا الْجمع بَين متعارضها ومفترقها، واستعملنا ميزَان التَّعْدِيل وَالتَّجْرِيح، لتخليص السقيم من الصَّحِيح. فَلَمَّا ورد رَسُولنَا من بَابَكُمْ، وَقد عَنى بكشف الْمُشكل وَتَقْيِيد المهمل. ووفى بِحمْل المعنعن والمسلسل، وعرفنا بِالْفَتْح الَّذِي تشمخ بِهِ الأنوف، وَتَبَسم لمسرته السيوف، وترتاح لعزه الْجِيَاد الجرد، وتتأود لذكره الرماح الملد، فتح بجاية حرسها الله، وَمَا بجاية إِلَّا بَاب الشرق، وَذَات الْأَصَالَة بِوَاجِب الْحق، وَمن لَهَا فِي ميدان افتخار الْبلدَانِ قصب السَّبق، العتيقة الْبناء، السامية الميناء [الأنيقة الرُّتْبَة، الخصيبة الْبقْعَة]، دَار البسالة على طول الْمدَّة، وَمَعْقِل الْمُلُوك عِنْد الشدَّة، أزرت على الْقَوَاعِد بزيرها وغمامها، وباءت بباديتها وهماذها، وصابرت الأزمات على طول آمادها. فَهِيَ العقيلة الَّتِي أشرقت يَوْم الافتخار بأسمى سليل، وسفرت لِلْإِسْلَامِ عَن كل مرأى جميل، وَقَعَدت على منصة التشريف والتفضيل، وَضمن عليل نسيمها شفا العليل، وتختمت بِالثُّرَيَّا، وتعصبت بالإكليل، وزرت برفيعها وبديعها على الْفُرَات والنيل. دَار الْجِيَاد المجنوبة، والأساطيل الْمَوْهُوبَة، ومرفأ الشَّفق ومحط الركاب، ومتلقى جوابة البيدا،

1 / 232