290

Les Deux Jardins dans les nouvelles des deux états Nureddin et Saladin

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

Enquêteur

إبراهيم الزيبق

Maison d'édition

مؤسسة الرسالة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

Lieu d'édition

بيروت

قَالَ ووردت الْأَخْبَار بقتل خَليفَة مصر الملقب بالظافر بن الْحَافِظ وأقيم وَلَده عِيسَى مقَامه وَهُوَ صَغِير يناهز ثَلَاث سِنِين ولقبوه بالفائز وعباس الْوَزير
ثمَّ ورد الْخَبَر بِأَن الْأَمِير فَارس الْمُسلمين طلائع بن رزيك وَهُوَ من أكَابِر الْأُمَرَاء المقدمين والشجعان الْمَذْكُورين لما انْتهى إِلَيْهِ الْخَبَر وَهُوَ غَائِب عَن مصر قلق لذَلِك وامتعض وَجمع واحتشد وَقصد الْعود إِلَى مصر
فَلَمَّا عرف عَبَّاس بِمَا جمع خَافَ الْغَلَبَة فتأهب للهرب فِي خواصه واسبابه وَحرمه وَمَا تهَيَّأ من مَاله وَسَار مغذا فَلَمَّا قرب من أَعمال عسقلان وغزة خرج إِلَيْهِ جمَاعَة من خيالة الإفرنج فاغتر بِكَثْرَة من مَعَه وَقلة من قَصده فَلَمَّا حملُوا عَلَيْهِ فشل أَصْحَابه وأعانوا عَلَيْهِ وانهزموا اقبح هزيمَة هُوَ وَابْنه الصَّغِير وَأسر ابْنه الْكَبِير الَّذِي قتل الْعَادِل بن السلار مَعَ وَلَده وَحرمه وَمَاله وكراعه وحصلوا فِي أَيدي الفرنج وَمن هرب لَقِي من الْجُوع والعطش شدَّة وَمَات الْعدَد الْكثير من النَّاس وَالدَّوَاب وَوصل فِي أثر هروبهم فَارس الْمُسلمين وَوضع السَّيْف فِيمَن ظفر بِهِ من أَصْحَاب عَبَّاس وانتصب فِي الوزارة وتدبير الْأُمُور مَوْضِعه وَوصل إِلَى دمشق مِنْهُم من نجاه الْهَرَب على أشنع صفة من الْعَدَم والعري فِي آخر ربيع الآخر

1 / 309