Les Deux Jardins dans les nouvelles des deux états Nureddin et Saladin

Abu Shama d. 665 AH
27

Les Deux Jardins dans les nouvelles des deux états Nureddin et Saladin

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

Chercheur

إبراهيم الزيبق

Maison d'édition

مؤسسة الرسالة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

Lieu d'édition

بيروت

وَغَيرهَا لَا يمْنَع مِنْهُ من احْتَاجَ إِلَيْهِ من الْأَغْنِيَاء والفقراء فَخص ذَلِك بذلك فَلَا يَنْبَغِي أَن يتَعَدَّى إِلَى غَيره لَا سِيمَا وَقد صرح قبل ذَلِك بِأَنَّهُ وقف على الْفُقَرَاء والمنقطعين وَقَالَ بعد ذَلِك من جَاءَ إِلَيْهِ مستوصفا لمرضه أعطي وَرُوِيَ أَن نور الدّين ﵀ شرب من شراب البيمارستان فِيهِ وَذَلِكَ مُوَافق لقَوْله فِي كتاب الْوَقْف من جَاءَ إِلَيْهِ مستوصفا لمرضه أعطي وَالله أعلم وَبَلغنِي فِي أصل بنائِهِ نادرة وَهِي أَن نور الدّين ﵀ وَقع فِي أسره بعض أكَابِر الْمُلُوك من الفرنج خذلهم الله تَعَالَى فَقطع على نَفسه فِي فدائه مَالا عَظِيما فَشَاور نور الدّين أمراءه فَكل أَشَارَ بِعَدَمِ إِطْلَاقه لما كَانَ فِيهِ من الضَّرَر على الْمُسلمين وَمَال نور الدّين إِلَى الْفِدَاء بَعْدَمَا استخار الله تَعَالَى فَأَطْلقهُ لَيْلًا لِئَلَّا يعلم أَصْحَابه وتسلم المَال فَلَمَّا بلغ الفرنجي مأمنه مَاتَ وَبلغ نور الدّين خَبره فَأعْلم أَصْحَابه فتعجبوا من لطف الله تَعَالَى بِالْمُسْلِمين حَيْثُ جمع لَهُم الحُسْنَيَين وهما الْفِدَاء وَمَوْت ذَلِك اللعين فَبنى نور الدّين ﵀ بذلك المَال هَذَا البيمارستان وَمنع المَال الْأُمَرَاء لِأَنَّهُ لم يكن عَن إرادتهم كَانَ وَقَالَ ابْن الْأَثِير وَبنى أَيْضا الْخَانَات فِي الطّرق فأمن النَّاس وحفظت أَمْوَالهم وَبَاتُوا فِي الشتَاء فِي كن من الْبرد والمطر وَبنى أَيْضا الأبراج على الطّرق بَين الْمُسلمين والفرنج وَجعل فِيهَا من يحفظها وَمَعَهُمْ الطُّيُور الهوادى فَإِذا رَأَوْا من الْعَدو أحدا أرْسلُوا الطُّيُور فَأخذ النَّاس حذرهم واحتاطوا لأَنْفُسِهِمْ فَلم يبلغ الْعَدو مِنْهُم غَرضا وَكَانَ هَذَا من ألطف الْفِكر وأكثرها نفعا

1 / 46